وقف سكرتير ولاية جورجيا الأمريكية “براد رافينسبيرجر” من الحزب الجمهوري بثبات يوم الاثنين عندما ذكر على حسابه أن السناتور “ليندسي جراهام” (عضو مجلس الشيوخ الجمهوري عن ولاية ساوث كارولينا، ورئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ) قد طلب منه تلميحاً تجاهل بعض بطاقات الاقتراع في ولاية جورجيا، حيث ما تزال عملية إعادة فرز الأصوات جارية، وذلك بعد أن انتقلت أصوات الولاية لصالح الرئيس المنتخب جو بايدن في الانتخابات الرئاسية .
وقال “رافنسبيرجر” لـ “وولف بليتزر” في غرفة العمليات في محطة (سي إن إن) مساء الاثنين: ” لقد تساءل فيما إذا كان بالإمكان مطابقة أوراق الأصوات مع الناخبين أنفسهم”، “لقد أدركت أنه يقصد أن بإمكاني بعد ذلك التخلص من أصوات هؤلاء من خلال حجة عدم التطابق، وذلك إذا ما نظرت إلى المقاطعات التي يوجد بها أكبر عدد من الأخطاء المتكررة في التوقيعات. وهذا هو الانطباع الذي حصلت عليه منه.”
وأشار إلى أنها كانت فقط عبارة عن تلميح إذ قال: “لي ابحث بجد، وانظر كم صوتًا يمكنك أن تلغي”.
وقد جاءت تعليقات “رافنسبرجر” بعد أن أبلغ صحيفة الواشنطن بوست يوم الاثنين أن “جراهام” قد شكك في قانون جورجيا المتعلق بمطابقة التوقيعات، وذلك عقب محادثة تمت بينهما يوم الجمعة؛ حيث إن “جراهام” قد طرح احتمالية قيام العاملين في تعداد الأصوات المتحيزين بالقيام بِعَد الأصوات التي وصلت ولم لها توقيعات مطابقة”.
وأضاف “رافنسبرجر” لصحيفة البوست أيضاً أن “غراهام” قد استفسر منه عما إذا كان بإمكانه تجاهل جميع بطاقات الاقتراع عبر البريد من المقاطعات التي أظهرت معدلات أعلى من التوقيعات غير المتطابقة.
ولم يكن هناك دليل على وجود تزوير واسع النطاق للناخبين في انتخابات عام 2020، إذ تعد عملية الاحتيال من أجل تغيير نتيجة فرز الأصوات في الانتخابات الفيدرالية جريمة فيدرالية .
وقد نفى “جراهام” مزاعم “رافنسبرجر” يوم الاثنين، وقال لشبكة CNN بأنه قال إنه كان يريد فهم عملية التحقق من التوقيعات على بطاقات الاقتراع عبر البريد. وقال إن الرئيس دونالد ترامب لم يحثه على إجراء هذه المكالمة.
ولدى سؤاله عما إذا كان يحاول الضغط على سكرتير الولاية من أجل إلغاء الأصوات القانونية، فأجاب جراهام أن “هذا كلام سخيف”.
وقال “غراهام”: “إن ما كنت أحاول معرفته هو كيف يتم التحقق من التوقيعات على بطاقات الاقتراع بالبريد في هذه الولايات التي تحظى باهتمام كبير؛ حيث إنك عندما ترسل بطاقة تصويت بالبريد يجب أن تكون لديك طريقة ما للتحقق من أن التوقيع الذي على ظرف بطاقة التصويت يطابق في الواقع التوقيع الذي على طلب بطاقة التصويت”.
وأضاف: “ويبدو لي بأن جورجيا لديها بعض إجراءات الحماية التي ربما لا تمتلكها ولايات أخرى، حيث يمكنك أن تذهب إلى البوابة للحصول على صوتك. لكنني اعتقد بأنها كانت محادثة جيدة. وأنا مندهش من قيامه بتفسيرها على هذه الطريقة”.
وتابع “جراهام”: “لذا فقد قاموا بتوسيع نطاق التصويت عبر البريد، وإن طريقة التحقق من التوقيعات هي القضية الكبرى بالنسبة لي. فإذا كنت ستجري تصويتًا عبر البريد، فإن عليك التأكد من أن الشخص الذي وقع على بطاقة التصويت هو أيضا نفس الشخص الذي طلب قسيمة الاقتراع”.
وقد أخبر “رافنسبيرجر” الإعلامي ” بليتزر” بأن أنظمة الانتخابات في جورجيا تتطلب بالفعل إجراء عملية تطابق التوقيعات عندما يطلب الناخبون بطاقات الاقتراع بالبريد، وعند إعادة بطاقات الاقتراع المكتملة إلى أنظمة الانتخابات. وقال أيضًا بأن بوابة الغائبين عبر الإنترنت تتطلب إرسال صورة الهوية.
وقال : ” وإننا نشعر بالثقة بأن مسؤولي الانتخابات قد قاموا بعملهم”.
وقد توقعت شبكة CNN يوم الجمعة فوز “بايدن” بولاية جورجيا وحصوله على الـ 16 مقعد النيابي الخاصة بالولاية. وقد وضعت النتائج غير الرسمية “بايدن” في المقدمة أمام ترامب بفارق 14 ألف صوت، أو بما يعادل 3,0 نقطة مئوية. ولكن وبسبب أن الفارق يعتبر ضيقاً (أقل من 5,0 نقطة مئوية)، فقد قرر مسؤولو الولاية القيام بعملية التدقيق والمخطط لها مسبقًا، وذلك بإعادة فرز كل ورقة اقتراع في السباق الرئاسي.
وأنهت على الأقل ست مقاطعات صغيرة في ولاية جورجيا عمليات إعادة فرز الأصوات الرئاسية دون العثور على أي فروق. بينما ذُكر بأنه قد تم العثور على 2600 بطاقة اقتراع غير محسوبة في المقاطعة السابعة (فلويد) أثناء إعادة فرز الأصوات – وهي بطاقات اقتراع لم يتم احتسابها عندما قامت المقاطعة بإحصاء عملية التصويت المبكر. وإن التحقيق جاري ولكن مسؤولية هذا الأمر تُعزى إلى الخطأ البشري.
ويقول الخبراء بأن من المستحيل تقريباً أن يقلص ترامب الفارق البالغ 14 ألف صوت عند إعادة فرز الأصوات.
من المتوقع أن تنتهي عملية التدقيق في الأيام المقبلة، وقد كرر “رافنسبيرجر” يوم الاثنين بأنه يعتزم المصادقة على النتائج الرسمية بحلول يوم الجمعة، كما يقتضي ذلك قانون الولاية.
وأبلغ “بليتسر” يوم الاثنين : “إننا نريد التأكد من أن هذا التصويت كان دقيقا للغاية. وإننا نتفهم الأهمية الوطنية لذلك، ونحن في طريقنا لإنجاز ذلك”، “وسيتم الانتهاء من عملية العد بحلول يوم 18 وسنؤكد على النتيجة بحلول يوم 20”.
وقد أمضى الحزب الجمهوري جزءًا من يوم الأحد في التحقق من صحة أقوال ترامب، وفي الرد على المزاعم الكاذبة بتزوير عملية الانتخابات الرئاسية، وإعادة فرز الأصوات اليدوية الجارية في الولاية.
وقد دافع “رافنسبيرغر”، من بين أمور أخرى، عن نزاهة أوراق الاقتراع الغيابي، وعن عملية التحقق من التوقيعات، وعن آلات عد الأصوات. كما نشر صوراً لتغريدات ترامب التي زعمت زوراً أن التصويت عبر البريد “سيؤدي إلى أكثر الانتخابات فسادًا في تاريخ الولايات المتحدة”، وسيؤدي إلى “أوراق تصويت مزورة”.
وذكر “رافنسبرغر” أن فريقه قد “أمّن وعزز بطاقات الاقتراع الغيابي لأول مرة منذ عام 2005” وذلك من خلال حظر حصاد الاقتراع الغيابي، وتناول أيضًا “التضليل بشأن قضية مطابقة التوقيع”، حيث كتب أن “مسؤولي الانتخابات المدربين في وكالة إنفاذ القانون في جورجيا (GBI) يقومون بمطابقة توقيعك مرتين قبل حساب أي تصويت”.
كما نشر أيضاً روابط لمقالات إخبارية تفضح زيف تغريدات ترامب، بما في ذلك إحداها التي تزعم أن برنامج التصويت (دومينيون) المستخدم في جورجيا للانتخابات الرئاسية قام بـ”حذف” و”تغيير” ملايين الأصوات، بالإضافة إلى نظريات المؤامرة التي نشرها محامي ترامب “رودي جويلياني”.
وفي استمرار الأجواء الخلافية بين “رافنسبيرجر” وزملائه الجمهوريين، هاجم النائب الأمريكي “دوج كولينز” (جمهوري من ولاية جورجيا) في إحدى رسائله التي كتب فيها “إن المرشح الفاشل “دوج كولينز” هو كاذب، لكن ما الجديد؟”، إن “كولينز” يقود فريق متابعة إعادة فرز الأصوات لترامب في جورجيا، وانتقد طريقة تعامل “رافنسبيرجر” مع الانتخابات.