يوافق يوم الثلاثاء الذكرى الـ25 لاستشهاد قائد مجموعات الاستشهاديين بكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى عياش، بعملية اغتيال إسرائيلية شمالي قطاع غزة.
وولد يحيى عبد اللطيف عياش، الملقب بـ”المهندس” يوم 6 مارس/ آذار 1966 ببلدة رافات غربي مدينة سلفيت بشمالي الضفة الغربية المحتلة.
تلقى عياش تعليمه الابتدائي بمدارس بلدة سلفيت حتى الصف photoshop cc 2018 amtlib.dll crack السادس، ثم انتقل إلى مدارس بلدة الزاوية القريبة ودرس المرحلة الإعدادية، وحصل على شهادة الثانوية العامة بتقدير امتياز في مدرسة بديا.
ونظرًا لتقديره الممتاز في الثانوية العامة تأهل لدراسة الهندسة، فالتحق بجامعة بيرزيت قرب رام الله ودرس الهندسة الكهربائية.
وبالتزامن مع دراسة الهندسة، التحق الشهيد عيّاش بدراسة العلوم الشرعية في سن مبكرة، وحصل على سند في حفظ القرآن الكريم.
كانت بداية نشاطه السياسي في الجامعة من خلال الكتلة الإسلامية، الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ثم التحق بعدها بالجناح العسكري للحركة.
وبرز اسمه في العمل المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال عمليات نوعية، مكنته منها خبرته وقدرته العالية على تصنيع المتفجرات بإمكانيات متواضعة، ومن مواد متوفرة في السوق المحلية.
بدأت سلطات الاحتلال عملية مطاردته منذ 1992 بعد العثور على سيارة مفخخة في منطقة “تل أبيب”، واتهمته بالمسؤولية عنها، ثم اتهمته بالمسؤولية عن عدد من عمليات التفجير التي أدت إلى مقتل وجرح مئات الإسرائيليين.
كما اتُّهم بسلسلة تفجيرات استهدفت حافلات إسرائيلية، بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل التي حدثت في 15 فبراير/شباط 1994.
ومن أبرز العمليات التي اتُّهم بالوقوف وراءها عملية بسيارة مفخخة في مدينة العفولة المحتلة بتاريخ 6 أبريل/ نيسان 1994، نفذها الفلسطيني رائد زكارنة، ردًا على مجزرة المسجد الإبراهيمي، وأدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين.
كما اتهم بتخطيط عمليتين في مدينة الخضيرة المحتلة في 13 أبريل/ نيسان 1994، إحداهما بتفجير نفذه عمار عمارنة، والأخرى بتفجير حقيبة في موقف للحافلات أدى إلى مقتل سبعة إسرائيليين وجرح العشرات، بالإضافة إلى عملية تفجير في شارع “ديزنغوف” في تل أبيب نفذها صالح نزال وقتلت 22 إسرائيليا.
ونتيجة للملاحقة المكثفة بالضفة، نقل عياش مركز نشاطه إلى قطاع غزة أواخر عام 1994، كما أعد سلسلة عمليات من هناك نفذها استشهاديون، بالإضافة لعمليات تفجير عن بعد.
وأعطت تلك العمليات عياش شهرة كبيرة، جعلت بعض الفنانين يستلهمون سيرة حياته في أعمال فنية تروي تجربته، كما وُثِّقَتْ سيرته في كتب بعدة لغات.
واغتيل يحيى عبد اللطيف عياش يوم 5 يناير/ كانون الثاني 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه بغزة، واتهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز “الشاباك” بتزويده بالهاتف الذي كان يحمل شحنة من المتفجرات.
ويوم استشهاده شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في تشييع جثمانه، وعمت مسيرات الاحتجاج مناطق كثيرة في فلسطين.
“المكالمة الأخيرة”
وفي أواخر نوفمبر/ تشرين ثاني 2019 سمحت الرقابة الإسرائيلية بنشر تفاصيل بشأن عملية اغتيال عياش.
وتضمنت حلقة للمراسل العسكري في القناة الـ13 العبرية ألون بن دافيد تسجيلًا صوتيًا لحظة اغتيال عياش في مكالمته الأخيرة مع والده بداية عام 1996.
وجاء في التقرير حيثيات اغتيال عياش وكيف جرى تفخيخ الهاتف النقال الذي كان يتواصل عبره مع عائلته من مكان تواجده في منزل بالقطاع.
وأكد التقرير أن مهمة اغتيال عياش لم تكن سهلة وأن الهاتف المستخدم في المهمة جرى استبداله مرتين بعد فشل المرة الأولى، في حين جرى نشر تسجيل للمكالمة بين الشهيد ووالده قبيل استشهاده بلحظات.
واحتوى التقرير على مقابلات مع ضباط سابقين في الشاباك حيث جرى اعتبار اغتيال عياش انجازًا كبيرًا.
لكن التقرير يقول إن السرور اختفى عندما بدأت سلسلة عمليات “الرد المقدس” على اغتيال عيّاش، والتي قتل فيها عشرات الإسرائيليين، وهو ما دفع الشاباك للتساؤل عن جدوى عملية الاغتيال.
تفاصيل أخرى
وفي يناير/ كانون ثاني 2019، كشف رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي “الشاباك” آفي ديختر، تفاصيل دقيقة عن عملية الاغتيال.
وذكر أن التخطيط لعملية الاغتيال استغرق 8 أشهر من العمل الاستخباري الشاق، وعلى مدار الساعة، مشيرًا إلى أنه قبيل التخطيط لاغتياله عبر جهاز الهاتف النقال، جرى التخطيط لتصفيته عبر جهاز فاكس، لكن ذلك فشل.
وذكر أن عملية اغتيال عياش شاركت فيها طائرة بدون طيار وأجهزة تحكم عن بعد.
ولفت “ديختر” إلى أنه وفي الوقت الذي نجحت فيه عملية اغتيال عياش، كانت عملية موازية لاغتيال قائد القسام محمد الضيف، لكنها فشلت.
وقال المتخابر المشارك في اغتيال عياش في لقاء عبر القناة الإسرائيلية الثانية في إبريل/ نيسان 2018، إن “إسرائيل” غدرت به، وسحبت منه جميع الامتيازات، وترفض إعطاء زوجته الجنسية الإسرائيلية.
وأشار المتخابر- الذي يعيش داخل الكيان الإسرائيلي- إنه ما زال يعيش في حالة رعب ويُغلق نوافد منزله بإحكام بسبب خوفه المتكرر من انتقام حماس منه.
وأضاف أنه “إسرائيل” لم تكرمه على ما قام به، وحاز معاملة سيئة من الإسرائيليين، بالإضافة إلى أنه فقد كل أمواله.