قرر حزب جبهة العمل الإسلامي اليوم الاثنين المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، المزمع إجراؤها يوم العاشر من شهر تشرين الثاني المقبل.
جاء الإعلان عن المشاركة خلال مؤتمر صحفي عقد في مقر حزب جبهة العمل الإسلامي في العاصمة عمّان.
وأعلن حزب جبهة العمل الإسلامي مشاركته في الانتخابات النيابية المقبلة ضمن ما وصفه الحزب بمساعي الحفاظ على مؤسسات الدولة الدستورية في ظل ما تتعرض له من عملية إضعاف مبرمجة لتمرير مشاريعَ مشبوهة تستهدف الأردن في هُويّته الوطنية، بما من شأنه أن يُشكّلُ روافع للعمل الوطني الجامع، وجبهاتِ إسناد لكلّ الثوابت الوطنية العليا، وبما يخدم مصالح الوطن والمواطن.
وأشار الأمين العام للحزب المهندس مراد العضايلة الحزب خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم حول الموقف من الانتخابات النيابية إلى أن قرار المشاركة جاء بعد حواراتٍ مُوسّعة، ونقاشاتٍ مُستفيضة، في أروقة الحزب وبعد لقاءاتٍ مستمرة، ومُداولاتٍ شوريّة في مراكز صُنع القرار في مؤسساته الداخلية، بعد دراسة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وحذر الحزب في بيان تلاه نائب الأمين العام للحزب المهندس وائل السقا من العبث بالعملية الانتخابية، وأيّ ممارسات سلبية يمكن أن تُؤثّر على سلامتها ونزاهتها، لئلا تصبح هذه الانتخابات عبئاً على الدولة والمجتمع، مؤكداً أن غياب الحركة الإسلامية عن البرلمان يُعدُّ انسحاباً من تلك المعركة التي تستهدف الأردن وقواه الوطنية وفي مقدمتهم الحركة الإسلامية، “وتحقيقاً لأمنيات أولئك المُغرضين بإخلاء الساحة لهم، لتخلو لهم الأوطان لتمرير مشروعاتهم المشبوهة”.
وأضاف البيان ” يستشعرُ الحزب، كما سائرُ المخلصين في الوطن، أن الأردن يتعرّضُ لإضعافٍ مُبرمَج لمؤسسات الدولة، في ظلّ تحدياتٍ هي الأصعب في محيطنا العربي والإقليمي، وإنّ مما تُحتّمه علينا وطنيتنا أن نعمل بكلّ جهودنا الصادقة للحفاظ على مؤسسات الدولة واستقرارها في مواجهة كلّ الصعوبات”.
كما أكد أن وجود الأصوات الوطنية في البرلمان هو ممّا يؤكدُ على الوقوف في وجه كل المؤامرات التي تُحاك للأردن وتستهدف كينونته الوطنية، خصوصاً في ظلّ هرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني.
العضايلة: ما تتعرض له له البلاد يتطلب رجالات حكيمة وأصوات وطنية
فيما أشار العضايلة إلى أن الأردن والأردنيين كانوا في المقدمة دوماً في مواجهة كلّ ما يمسّ هويتنا الوطنية، وقضايانا القومية، وبالأخصّ منها، قضية فلسطين المحتلة، التي يسعى الاحتلال وشركاؤه في المنطقة لتصفيتها، بما ينالُ من فلسطين والأردن على حدّ سواء، ولا يخفى على أحدٍ، ما يدور من مؤامراتٍ كصفقة القرن وخطّة الضمّ.
واكد العضايلة أن ما تتعرض له البلاد من قضايا ومُستجداتٍ محلية، يتطلبُ رجالاتٍ حكيمة، وأصواتاً وطنية، وجهوداً مُخلصة من أبناء الوطن الخيّرين، مشيراً إلى انحياز الحركة الإسلامية الدائم لقضايا الوطن الكبرى، وهموم المواطن مهما كبرت أو صغرت، وإن مُشاركتها تُعزّزُ من هذا الدور الوطني، بما يُشكّلُ روافع للعمل الوطني الجامع، وجبهاتِ إسناد لكلّ الثوابت الوطنية العٌليا.

وأشار العضايلة إلى تعرّضُ الحركة الإسلامية لاستهدافٍ واضح، ومحاولاتٍ حثيثة للنيل منها، معتبراً أن هذا الاستهداف يأتي “لأدوارها الوطنية وجهودها الخيّرة، بما لا يروقُ لكلّ العابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم المشبوهة لا يكون إلا باستبعاد الحركة الإسلامية، بما تُشكّله من حائطِ صدّ، وجبهة دفاعٍ متقدّمة، إزاء كلّ تلك المشاريع وأمام كل المغرضين”،
وأضاف العضايلة “كان الأردن وسيبقى، موئلاً للهُويّة العربية الإسلامية، وقبلة للأحرار، وأرضاً للرباط، وإن هناك محاولات ملحوظة للنيل من هُويّته العربية والإسلامية تظهر بين حينٍ وآخر، ولذا تعتبر الحركة الإسلامية نفسها ذُخراً للأوطان، بأدبياتها الإسلامية، وتقاليدها العروبية الأصيلة، وتسعى للمشاركة للتأكيد على هذه الثوابت، التي لا نقبل عنها حِياداً، ولا نرضى أن تُمسّ بأيّ شكلٍ من الأشكال”.
اكما اكد على أن قرار المشاركة في الانتخابات تمخّض عن نقاشاتٍ ومداولات شوريّة، أكّدت عراقة الحزب السياسية، وسمته الديمقراطي، باحترام مؤسساته التي اتخذت القرار، وأن الحزب ينظر على أن المشاركة والمقاطعة إن هي إلا وسائل، وأدوات لتحقيق الإصلاح، وتعزيز الاستقرار، وإن ما ذكر من اعتباراتٍ كانت دافعا للحزب للانخراط بالانتخابات وخوضها، بما يصبّ في صالح الوطن والمواطن.
واختتم العضايلة البيان بالقول “أبناء شعبنا الأردنيّ.. لقد عوّدتكم الحركة الإسلامية، أن تقف إلى جانبكم، في قضاياكم المُحقّة، وأن تكون صوتكم الذي لا يخبو، وأن تستمدّ قوّتها من عزائمكم، وأن تكلّل مسيرتها بدعمكم”، داعياً الشعب الأردني إلى التعبيرعن طموحاته بالإصلاح، ورغبته بالتغيير نحو الأفضل، بأن يتوجه نحو صناديق الاقتراع لدعم مرشحي الحركة الإسلامية.
مضيفاً “منكم الدعم ومنّا الوفاء، رفعةً لهذا الوطن، وإسناداً له في وجه كل المؤامرات والمكائد، وإن دعمكم هذا يعتبر استمراراً لمسيرة كتلة الإصلاح النيابية التي كان لها الموقف المشرف في دعم قضايا القضايا الوطنية والدفاع عن حقوقكم وكرامتكم ولقمة عيشكم ومجابهة لافساد وحماية الوطن من الأخطار”.
مظلة التحالف الوطني للإصلاح مستمرة في الانتخابات
وفي رده على سؤال لـ “البوصلة” أكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي م. مراد العضايلة أن الحزب سيمضي ضمن التحالف الوطني للإصلاح لتشكيل للقوائم الانتخابية.
كما أكد العضايلة أن الحزب يرفض الضغوط التي تمارس عليه في تحديد من ينضم إلى قوائمه كونه حزبًا محترمًا ومستقلا بقراره، مشددًا في الوقت ذاته على أن الدكتور عبدالله العكايلة قامة وطنية وله تجربة طويلة في العمل النيابي لعدة عقود وترك بصماته الواضحة في هذه التجربة، وهو مستمر في رئاسة كتلة الإصلاح ويتشرف الحزب بترشحه على قوائمه خلال الانتخابات المقبلة.
وحذر من أي تدخلات أو محاولات لتزوير الإرادة الشعبية، مشددًا على أن المكتب التنفيذي للحزب مخول من مجلس الشورى بتحديد حجم المشاركة وشكلها والموقف من الانتخابات في كافة مراحلها.
وتالياً نص بيان المشاركة في الانتخابات البرلمانية 2020
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب جبهة العمل الإسلامي
بيان المؤتمر الصحفي حول الموقف من الانتخابات النيابية لعام 2020
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يا أبناء شعبنا الأردني الكريم ..
أبناء حزب جبهة العمل الإسلامي ..
الإخوة الصحفيون والإعلاميون الكرام ..
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته , وبعد ..
فإنه وبعد حواراتٍ مُوسّعة، ونقاشاتٍ مُستفيضة، لبحث موقف حزب جبهة العمل الإسلامي من الانتخابات النيابية المقبلة، وبعد لقاءاتٍ مستمرة، ومُداولاتٍ شوريّة في مراكز صُنع القرار في مؤسسات الحزب، فقد اتخذ الحزب، مُستعيناً بالله تعالى، موقفه من الانتخابات النيابية المُقبلة للمجلس التاسع عشر ) 2020).
أبناء شعبنا الأردنيّ.. بعد دراسة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كان قرارُنا مُستنداً على العمل المؤسسيّ الشوريّ، الذي استفرغَ الوُسعَ في عملية اتخاذ القرار بعد مداولة كلّ الآراء، ومناقشة الأفكار، وتقليب وجهات النظر، وقد انبنى القرار على الاعتبارات الآتية:
أولاً: يستشعرُ الحزب، كما سائرُ المخلصين في الوطن، أن الأردن يتعرّضُ لإضعافٍ مُبرمَج لمؤسسات الدولة، في ظلّ تحدياتٍ هي الأصعب في محيطنا العربي والإقليمي، وإنّ مما يحتّمه علينا التزامنا الوطني أن نعمل بكلّ جهودنا الصادقة للحفاظ على مؤسسات الدولة واستقرارها في مواجهة كلّ الصعوبات. وأن نسهم في الحفاظ على مؤسساتنا الدستورية الوطنية التي يُراد إضعافها لتمرير مشاريعَ مشبوهة تستهدف الأردن في هُويّته الوطنية.
إن وجود الأصوات الوطنية المخلصة في البرلمان هو ممّا يؤكدُ على وقوفنا في وجه كل المؤامرات التي تُحاك للأردن وتستهدف كينونته الوطنية، خصوصاً في ظلّ هرولة بعض الأنظمة العربية الرسمية للتطبيع مع الاحتلال الصهيوني. لقد كان الأردن والأردنيون في المقدمة دوماً في مواجهة كلّ ما يمسّ هويتنا الوطنية، وقضايانا القومية، وبالأخصّ منها، قضية فلسطين المحتلة، التي يسعى الاحتلال وشركاؤه في المنطقة لتصفيتها، بما ينالُ من فلسطين والأردن على حدّ سواء، ولا يخفى على أحدٍ، ما يدور من مؤامراتٍ كصفقة القرن وخطّة الضمّ ومشاريع التوطين.
ثانياً: لقد رأى الجميع، أن بلادنا تتعرّضُ بين الفينة والأخرى، لقضايا ومُستجداتٍ محلية، تتطلبُ رجالاتٍ حكيمة، وأصواتاً وطنية، وجهوداً مُخلصة من أبناء الوطن الخيّرين، ولقد خبرتم الحركة الإسلامية منحازة لقضايا الوطن، وهموم المواطن مهما كبرت أو صغرت، وإن تعزيز هذا الدور الوطني يُشكّلُ روافع للعمل الوطني الجامع، وجبهاتِ إسناد لكلّ الثوابت الوطنية العُليا.
ثالثاً: تتعرّضُ الحركة الإسلامية لاستهدافٍ واضح، ومحاولاتٍ حثيثة للنيل منها بسبب أدوارها الوطنية وجهودها الخيّرة، بما لا يروقُ لكلّ العابثين الذين يعتقدون أن تمرير مشاريعهم المشبوهة لا يكون إلا باستبعاد الحركة الإسلامية، بما تُشكّله من حائطِ صدّ، وجبهة دفاعٍ متقدّمة، إزاء كلّ
تلك المشاريع وأمام كل المغرضين. وبناءً عليه، فإننا وبكلّ وضوح، نعتبرُ أن غيابنا عن البرلمان يُعدُّ انسحاباً من تلك المعركة وهروباً من المسؤولية، وتحقيقاً لأمنيات أولئك المُغرضين بإخلاء الساحة لهم، لتخلو لهم الأوطان لتمرير مشروعاتهم.
رابعاً: كان الأردن وسيبقى، موئلاً للهُويّة العربية الإسلامية، وقبلة للأحرار، وأرضاً للرباط، وإن هناك محاولات ملحوظة للنيل من هُويّته العربية والإسلامية تظهر بين حينٍ وآخر، ولذا تعتبر الحركة الإسلامية نفسها ذُخراً للأوطان، بأدبياتها الإسلامية، وتقاليدها العروبية الأصيلة، وتسعى للتأكيد على هذه الثوابت، التي لا نقبل عنها حِياداً، ولا نرضى أن تُمسّ بأيّ شكلٍ من الأشكال.
أبناء شعبنا الأردنيّ.. وبناءً على ما تقدّم من اعتباراتٍ مذكورة فقد قرّر مجلس شورى حزب جبهة العمل الإسلامي، مستعيناً بالله تعالى، المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة للمجلس التاسع عشر، وإننا نؤكد مُجدداً، على أن هذا القرار تمخّض عن نقاشاتٍ ومداولات شوريّة، أكّدت عراقة الحزب السياسية، وسَمْتَهُ الشوري الديمقراطيّ ، باحترام مؤسساته التي اتخذت القرار، على أننا ننظرُ بأن المشاركة والمقاطعة إن هي إلا وسائل، وأدوات لتحقيق الإصلاح، وتعزيز الاستقرار، مُعتبرين أن كلّ ما ورد من اعتبارات، هي في نهاية الأمر تصبّ في صالح الوطن والمواطن.
أبناء شعبنا الأردنيّ.. لقد عوّدتكم الحركة الإسلامية، أن تقف إلى جانبكم، في قضاياكم المُحقّة، وأن تكون صوتكم الذي لا يخبو، وأن تستمدّ قوّتها من عزائمكم، وأن تكلّل مسيرتها بدعمكم، وإننا ندعوكم لأن تُعبّروا عن طموحاتكم في الإصلاح، ورغبتكم في التغيير نحو الأفضل، بأن تتوجّهوا نحو صناديق الاقتراع لدعمنا، فمنكم الدعم ومنّا الوفاء، رفعةً لهذا الوطن، وإسناداً له في وجه كل المؤامرات والمكائد.
إن دعمكم هذا يُعتبر استمراراً لمسيرة كتلة الإصلاح النيابية التي كان لها الموقف المُشرّف في دعم القضايا الوطنية والدفاع عن حقوقكم وكرامتكم ولقمة عيشكم، ومجابهة الفساد وحماية الوطن من الأخطار.
أخيراً، فإن الحزب يُحذّر من العبث بالعملية الانتخابية، وأيّ ممارسات سلبية يمكن أن تُؤثّر على سلامتها ونزاهتها، لئلا تصبح هذه الانتخابات عبئاً على الدولة والمجتمع.
والله الهادي والموفق، وهو من وراء القصد
حزب جبهة العمل الإسلامي
عمان في 4 صفر 1442 هـ
الموافق 21/9/2020 م