ما بعد التطبيع؟!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : ناصر ناصر
ناصر ناصر

هل ما تناولته وسائل الاعلام الاسرائيلية في الآونة الاخيرة وبنوع من الانتقاد الواضح حول موضوع تشغيل شركات عربية خليجية لخريجي وحدات التكنولوجيا الخاصة، وتحديدا من 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية هو مرحلة جديدة ومتطورة من العلاقات التطبيعية المتقدمة ما بين بعض الدول العربية ودولة الاحتلال؟
فدخول هذا التطبيع الذي كان املاً اسرائيلياً جميلاً ويلقى الترحيب الواسع من كافة اطياف ومشارب ومؤسسات الدولة والمجتمع في اسرائيل، ان الدخول في مرحلة نقد التطبيع لهو مؤشر على عمق العلاقات التطبيعية بين الاطراف التي لم تعد تخشى النقد بعد الان، فنقدها لن يؤثر على متانتها.
لقد نشرت صحيفة يديعوت احرنوت يوم الجمعة 18-10-2019 في ملحقها المسمى «7 ايام» تحقيقاً خاصاً للخبير الاسرائيلي في شؤون الاستخبارات رونين بريغمان بعنوان «الشيفرة المستباحة لمقاتلي الحرب الالكترونية-  السايبر الاسرائيلي» حيث اشتكى التحقيق الصحفي من ظاهرة التحاق شبان اسرائيليين لا يتجاوز سنهم 22 عاما، وبعد انتهاء خدمتهم في وحدة 8200 التابعة للاستخبارات الاسرائيلية لشركات عربية خليجية، مثل: دارك ماتر مقابل 100000 دولار شهرياً وكانت شكوى بريغمان تتعلق بالابعاد الامنية للموضوع، فإسرائيل لا تريد ان تكشف كل اساليب وطرائق عملها حتى مع من تعتبرهم اصدقاء لها.
ومن جهة اخرى فقد كانت شكوى وانتقاد مقالة الكاتب ايميتاي زيو في صحيفة ذي ماركر الاقتصادية التابعة لهآرتس قبل ايام تتركز في الجوانب والابعاد السياسية والاخلاقية لهذا التعاون، فكيف لشبان استخبارات الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ان يخدموا دولاً ديكتاتورية مظلمة كدولة عربية خليجية او غيرها، وان يساهموا في مساعدة انظمة شمولية في ضرب اعلاميين وصحفيين ونشطاء حقوق انسان وحتى بعض الاطفال المغردين على «تويتر» كما جاء في تحقيق هآرتس!
فانظروا الى اي درجة وصلت احوال وسياسات بعض الانظمة العربية، ومعها علاقتهم بدولة الاحتلال.

اكتب تعليقك على المقال :