قرنان من الصراع على بقعة المسجد الأقصى

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : سعود أبو محفوظ

طيلة الحقبة الرابعة من القرن التاسع عشر وقعت فلسطين فريسة لمكائد محمد علي باشا (صنيعة الغرب)، الذي احتل عموم فلسطين و أثخن فيها، وأباد جميع زعاماتها مثلما فعل مع مجموع الزعامت المصرية في المذبحة المشهورة، وأطلقت يد الرأسمالي اليهودي روتشيلد، بالتعاون مع المحسن الخيري اليهودي مونتيفيوري الذي زار فلسطين سبع مرات بحريا عملا بتوجيهات ماكرة من بالمرستون رئيس الوزراء البريطاني المتهود، والذي انتهز الفرصة السانحة للانقضاض على فلسطين من خلال فرض وقائع ملائمة لتهجير اليهود اليها،وفتحت مطابخ السموم لالتهام فلسطين المباركة، وسارع الشاعر الانجليزي الكبير اللورد بايرون في صياغة الاشواق اليهودية في قصائد وأغنيات عبرية، وانخرطت الجوقة الاستعمارية الاكاديمية في العزف على ذات الوتر وفي مقدمتهم الاكاديمي الاكسفوردي الدكتور توماس كلارك الذي حدد الاهداف اليهودية في كتابه “فلسطين لليهود” وتحولت القوة الاستعمارية البريطانية الصاعدة إلى ورشة لاحتواء اليهود في العالم، وتهجيرهم المتدرج إلى فلسطين عبر المسارعه في الاستثمار في حالة هيمنة محمد علي باشا الكردي عرقا، والتختاشي دينا، والقوللي مولدا (في شمال اليونان) الامي، الدموي، المتحكم في المنطقة العربية ومنها فلسطين، انها ذروة درامية مؤ لمة أوصلت مجاميع اليهود للانخراط في حمى الهوس الباحث عن وطن قومي ولو بحماية انجليزية وفرت لهم مصلحيا.
وسرعان ما أسفرت الجهود عن جملة اجراءات ميدانية، تبعتها تشريعات قانونية ظالمة أصدرها المجرم ابراهيم باشا (ابن محمد علي شكلا!!) حققت في مجموعها حالة تكبيل حقيقي لشعب فلسطين، وسلخ كامل عن بقية الديار الشامية التي التي مزقت بتمكين الطوائف فيها جزاء تحالفها مع جيشه الغازي، لقد استثمر اليهود في الفرصة المتاحة وتحققت لهم مكاسب كثيرة بعدما تمت ابادة نصف رجال القدس في معركة دير مخماس على يد الجيش المصري الذي فتك بالعشائر الفلسطينية وبخاصة ال عمرو لابل وتعدى إلى شرق النهر ليفتك بالسط وزيزيا ويهاجم الضمور في الكرك …الخ، وكان من نتائج ذلك متغيرات كثيرة منها اقامة اول حي لليهود خارج القدس منذ 1250 عاما تحت اسم “حي مونتيفوري” لتبدأ حكاية الاغتصاب، والانتهاب، والاستلاب الممنهج والمتذاكي، قرنان طويلان من الدماء، والاشلاء، والاجلاء، والاخلاء، والاملاء المستمر، والعجيب ان شعب الاقصى المبارك رغم كل الخذلان لازال يجاهد حتى ليلة أمس الجمعه الثانية من رمضان 1442هجرية لانه ببساطة جزء من قدر الله كونه من طلائع الطائفة المنصوروة الموصوفة في الأحاديث النبوية الشريفة والمعروفه للعيان.
وارجو ان اسرد هنا هذة الحادثة لموافقتها مقتضى الحال، اذ انه بعيد انفضاض مؤتمر بال تم ابتعاث حاخامين اثنين لمعاينة مستجدات الاوضاع في القدس وفلسطين، فصدرت عنهما برقية نصها: “ان العروس جميلة، لكنها متزوجه ولها زوج” فعلا لقد قاوم الزوج الغيور الحملة الغربية الصليبية اليهودية، ولازال جرح الاحتلال راعفا ونازفا على يد أحفاده وسيبقى عبر الاجيال حتى تعود القدس حرة، وفلسطين مسلمة، والاقصى قبلة لعموم المسلمين رغم مكر الخارج وتخاذل الداخل.

اكتب تعليقك على المقال :