القرار الأمريكي الأخير بصبغ الشرعية على المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية أطلق رصاصة على الجثة الهامدة المسماة «حل الدولتين» التي انتفخت وخرجت رائحتها.
قرار الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إليها، وقرار أول من أمس بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية! يؤسس لقرار صهيوني بضم الأغوار، وإدارة ترامب مستعدة للاعترف بذلك ايضا.
تظهر الإحصائيات الفلسطينية أن مجموع المستوطنات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بلغت 503 مستوطنات، يقطنها أكثر من مليون مستوطن، حيث تتواجد 474 مستوطنة في الضفة الغربية، و29 مستوطنة في القدس.
وتقول التقارير إن حركة الاستيطان تضاعفت أربع مرات منذ توقيع اتفاقيتي أوسلو ووادي عربة، هكذا يفهم الصهاينة اليد الممدودة للسلام.
أما الجدار العنصري فهو حكاية نهب لوحده، حيث تبلغ مساحته 725 كم، ويمتد من غور الأردن شمالًا حتى جبال الخليل جنوبًا، ويمر بعمق 140 كم في مستوطنات الضفة الغربية، ويبتلع نحو 20% من مساحة الضفة الغربية.
وحيث إنَّ القرار الأمريكي الذي شرعن مستوطنات الضفة، سيغري الاحتلال بالمضي قدمًا في إجراءات ضم غور الأردن الذي تبلغ مساحته 20% من مساحة الضفة، عدا عن فصل القدس المحتلة عن الضفة؛ فإننا سنكون أمام ما يشبه كيانًا مجهريًا يدعى الضفة الغربية!! ونحتاج حينها إلى مجهر لنستطيع أن نرى سلطة عباس هناك!
على الأنظمة العربية أن تعترف بفشلها، وعليها أن لا «تُقرفنا» بشيء اسمه «حل الدولتين»، وإن لم يريدوا أن يبحثوا عن حل آخر فليفسحوا الطريق للشعوب العربية لتقود نفسها بنفسها.