المطبعون العرب يميتون المبادرة العربية للسلام!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : د. خليل عليان

من مهازل العديد من السياسين العرب انهم يطلقون النار على اقدامهم من خلال قيامهم بالاعتراف بإسرائيل بدون استرجاع الاراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان واراضي شبعا اللبنانية، وبدون عودة اللاجئين الفلسطينيين لوطنهم في فلسطين وبدون رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة، وهم بذلك يحققون مقولة نتنياهو: “السلام مقابل السلام”، وكأن المطبعين العرب كانوا في حالة حرب حقيقية مع الكيان الاسرائيلي!!

يقال إن المبادرة العربية للسلام التي وافق عليها الملوك والرؤساء العرب في بيروت عام 2002 كانت فكرة امريكية لصاحبها فريدمان الصحفي الامريكي التي عرضها على الراحل الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز حيث تم اقرارها بالاجماع من قبل الملوك والرئساء العرب بما في ذلك الملوك والرؤساء المطبعون في الامارات والبحرين والسودان والمغرب .

إن كان لهدا التطبيع المجاني مع اسرائيل من دلالات فهي مساهمة القادة العرب المطبعين في اطلاق رصاصة الرحمة على المبادرة العربية للسلام! فكيف لإسرائيل أن تقبلها وهي ترى إقدام العديد من البلدان العربية على الاعتراف بها بدون مقابل، ولا عجب في ذلك! فمعظم الحكام العرب تنقصهم الرؤية الاستراتيجية في الحرب والسلام مما يجعل قراراتهم ارتجالية لا تستند الى تخطيط وحنكة سياسية مما يجعل بلدانهم ريشة في مهب الريح .

كان من واجب امين عام الجامعة العربية التصدي لرؤساء الدول المطبعة لخروجهم عن الاجماع العربي بالتمسك بالمبادرة العربية للسلام، ولكنه للأسف لم يفعل، ولا عجب في ذلك فقد سبق له أن كان وزير خارجية دولة عربية مطبعة مع اسرائيل.

من ضمن العوامل التي افشلت المبادرة العربية للسلام أنها لم تضع البدائل العسكرية والسياسية في حالة رفض اسرائيل لها .

ويبدو ان المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل –رغم احترامنا للمبادرين إليها– كانت نوعا من رفع العتب امام الشعوب العربية للتغطية على العجز العربي في استرجاع الاراضي المحتلة من براثن العدو الصهيوني.

نناشد الزعماء العرب بسحب المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل؛ لكونها غير فعالة ومرفوضة من اسرائيل، ولم تُحتَرم من قبل قادة البلدان العربية المطبعة مع اسرائيل، والاستعاضة عنها بإستراتيجية تقوم على إعلان الجهاد ودعم المقاومة لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني والاراضي العربية المحتلة؛ فلا أمل في تحقيق السلام مع اسرائيل، وما أُخِذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة.

اكتب تعليقك على المقال :