الاعلام “الاسرائيلي” غيّر نبرته في التعامل مع تصريحات الرئيس عباس حول وقف العمل بالاتفاقيات الأمنية والسياسية ، ويبدو ان ذلك قد حصل بعد اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع رئيس الوزراء اشتية لتنفيذ قرارات الرئيس ابو مازن، مع ملاحظة عدم صدور مواقف رسمية من قبل حكومة الاحتلال .
فقد أشار راديو جيش الاحتلال صباح اليوم على سبيل المثال بأن ضباط الأمن الفلسطينيين أبلغوا نظراءهم “الاسرائيليين” بتجميد التنسيق الأمني بدءاً من الليلة الماضية وحتى إشعار آخر ، وأبلغوهم بانسحابهم الى خطوط التماس خاصة في منطقة القدس ، وذلك تطبيقاً لقرار الرئيس ابو مازن القاضي بوقف العمل بالاتفاقيات السياسية والأمنية مع اسرائيل .
وكان غال بيرغر مراسل الشؤون العربية في القناة 11 قد ذكر أن السلطة أوقفت الخط الأمني الساخن مع أجهزة الأمن “الاسرائيلية” وهو الخط الذي لم يتوقف حتى في أزمة البوابات الالكترونية في المسجد الأقصى في 2017 ، مضيفاً أن قرار وقف التنسيق الأمني يبدو جديا أكثر من أي وقت مضى .
وفي نفس السياق نقل جاكي خوري مراسل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس الجمعة 22-5-2020 عن مصادر فلسطينية قولها بأن قوات أجهزة الأمن الفلسطينية بدأت الانسحاب من مناطق C و B كجزء من وقف التنسيق الأمني ، مشيرا الى تصريحات صائب عريقات التي أكد فيها بأن السلطة أبلغت وكالة المخابرات الامريكية السي أي ايه بوقف التنسيق مع اسرائيل وامريكا.
وأضاف خوري أن الاعتقاد السائد هو أن خطوات وقف التنسيق ستؤثر بالأساس على سكان المناطق الفلسطينية ، لذا فالسلطة تعتقد ان اسرائيل سترد بتشديد إجراءاتها لزيادة الضغط عليها .
ولإضفاء بعض الغموض أشارت هآرتس الى تصريحات مسؤول كبير في فتح لها من أنه من غير الواضح ما هو معنى قرار الرئيس على الأرض ، هل سيتم وقف كل أنواع الاتصالات الأمنية مع اسرائيل مباشرة أم لا ؟ أم أنها إعلان موقف فلسطيني عام ؟
وبدوره حذر قائد المنطقة الوسطى الاسبق غادي شيمني من خطورة وقف التنسيق الأمني مؤكداً جوهريته لمنع الارهاب ” ومحذراً من قيام أطراف كثيرة باستغلال الوضع للتصعيد ، وقد يكون قد أشار بذلك الى تصريحات نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري لقناة الميادين حول جهود الحركة في تفعيل المقاومة بكافة أشكالها في الضفة الغربية ، وترحيبه بقرار وقف التنسيق الأمني إن كان جدّياً
ما حقيقة الموقف اذن ؟
التجربة السابقة مع تصريحات الرئيس أبو مازن تؤكد أن اعلانه وقف التنسيق الأمني ليس حقيقيا أو نقطة تحول استراتيجية ، بل هو في أحسن الأحوال محاولة لاستخدام ما لديه من أوراق ضغط محدودة لثنيّ اسرائيل عن عزمها ضم أجزاء من الضفة الغربية ، وفي أسوأ الأحوال خطوة بهلوانية في الهواء تؤدي الى خلق دراما وأكشن مصطنع له تأثيرات محدودة على الرأي العام في المنطقة دون متخذي القرار فيها .
ا