ورحلت الأم العظيمة

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : كاظم عايش

أم البطل الذي صنع ملحمة الجهاد الفلسطيني كما لم يفعل أحد من قبل , وهذا لا ينقص من جهاد الأبطال  الفلسطينيين , فقد سطر كثر ملاحم لا زالت أناشيد على ألسنة شباب فلسطين , وأماني تراود الكثير منهم , ولكن يحيى صانع القنابل البشرية , التي أوقعت الكثير من الخسائر البشرية والمادية , وأكثر من ذلك ,المعنوية , في صفوف العدو الصهيوني كان بالفعل بطلا استثنائيا , ويكفي أن تعلم أن الصهاينة أعلنوا استسلامهم في أكثر من مرة وهم يصرحون بأنهم لا يستطيعون مواجهة شخص يريد أن يموت , في إشارة الى العمليات الاستشهادية التي أرعبت الصهاينة , وكانت مؤشرا على أن شعب فلسطين لن يستسلم , وهي العبارة التي أطلقها كبار المجاهدين في تاريخنا (نحن أمة لا تستسلم , ننتصر أو نستشهد) , مصداقا لقول الحق سبحانه (قل هل تربصون بنا الا إحدى الحسنيين).

تغادرنا الى الآخرة أم ليس ككل الأمهات , إنها أم الشهيد البطل مرعب الصهاينة , اسطورة الجهاد وملحمته , أم الشهيد يحيى عياش , تلك الأم التي لم تتلق تعليما ولم تحمل الشهادات , ولكنها أنجزت معجزة في المقاومة والبذل والانتماء , تغادرنا الى دار لا يظلم فيها أحد , ولا يتعب فيها مؤمن صادق , تغادرنا ام يحيى وتلحق ببطلها الذي نحسب أنه كان مؤمنا مجاهدا صادقا باذلا رجلا , خلف من ورائه آسادا لا يزالون بقبضون على الزناد في معركة فلسطين الخالدة التي لن تتوقف إلا بكنس الاحتلال الجاثم على أرض فلسطين , وكنس كل أذنابه الذين مدوا له حبل البقاء والاستمرار, تغادرنا أم يحيى تاركة لنا مثلا في التربية والصبر والتضحية والجهاد , تغادرنا وأغلب الظن أنها كانت تبتسم ابتسامة عريضة , فرحة مستبشرة بلقاء حبيبها يحيى , وهي أولى الناس بشفاعته شهيدا يشفع في سبعين من أهل بيته,فهنيئا لك أم يحيى شفاعة الشهيد , بل هو من سادتهم وكبرائهم , هنيئا لك ايتها الصابرة المرابطة على أرض رافات حتى الممات , هنيئا لك بما ربيت وتعهدت وصبرت وقدمت , صادقة الدين والانتماء , ونسأل الله أن يجمعنا بكم آل عياش في جنات النعيم .

من حسن الموافقات أن الشهيد رزق بأول حفيدة له قبل ساعات من وفاة والدته , ولعل هذا يشير الى استمرار العطاء في هذا الشعب العظيم الذي سيبقى طليعة شعوب الارض في البذل والفداء.

اكتب تعليقك على المقال :