وداعاً يا فارس الأندلس

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : د. بسام ضويحي

ببالغ الأسى والحزن ننعى إليكم وفاة العلامة المؤرخ الدكتور عبد الرحمن علي الحجي رحمه الله رحمة واسعة. 

فقد عرفته في مدريد عام ١٩٧٤ فكان -رحمه الله- صادق اللهجة قوي الحجة صداعا بالحق ومنافحًا عن أهله…

فكان يحاضر بنا بشكل مستمر في حلقاتنا الطلابية الأسبوعية منذ بداية سبعينيات القرن الماضي التي كنّا نتدارس فيها أمور ديننا ودنيانا، فكان يلبي النداء كلما دعوناه مع نخبة متميزة من العلماء الأخيار والأساتذة الأفاضل من كافة الأطياف ومختلف المدارس كأمثال الدكتور محمد قطب، والأستاذ كمال السنانيري، والأستاذ إحسان إلاهي، والأستاذ عدنان سعد الدين، والدكتور المهدي بن عبود، والدكتور عبد السلام الهراس، والأستاذ فتحي يكن، والأستاذة منى يكن، والداعية المجاهدة زينب الغزالي، والأستاذ مصطفى مشهور، والأستاذ محمد الحمداوي، والقاضي يحيى الفسيل، والأستاذ محمد سعيد رمضان وزوجته ابنة الإمام حسن البنّا، والشيخ ناصر الدين الألباني، والأستاذ زهير الشاويش، والدكتور عباس مدني، والأستاذ مصطفى الطحان، والأستاذ يوسف العظم والأستاذ غسان حمد، والأستاذ عادل كنعان، والأستاذ عبد العزيز المطوع والدكتور الأمين عثمان والدكتور أحمد مكي عثمان وهؤلاء جميعًا قضوا نحبهم! تغمدهم الله بواسع رحمته.

وثمة بقيّة باقية من أهل الفضل والعطاء لايزالون على قيد الحياة أسأل الله أن يبارك في أعمارهم وأعمالهم كأمثال الأستاذ المستشار عبد الله العقيل، الذي تابع الدعوة ودعم المراكز الإسلامية والنشاط الطلابي في أوروبا وأمريكا بكل ما يستطيع وكذلك الأستاذ مصطفى الصيرفي، والدكتور هشام الطالب والدكتور جمال برزنجي فقد كنّا ندعوهم كضيوف محاضرين في مخيماتنا ولقائاتنا الصيفية السنوية بتوجيه من الأستاذ نزار أحمد الصباغ، والدكتور بهيج ملا حويش، والدكتور أحمد طريف الدباغ، والأستاذ محمد عمر سفور رحمهم الله جميعًا فكنّا ننتظر قدومهم ودروسهم ومحاضراتهم بفارغ الصبر ونحرص على حضورها لننهل مما لدى هذه الكوكبة الفاضلة من علوم ومعارف وتجارب، وكان فارس هذه اللقاءات والمخيمات في مجال التاريخ بلا منازع الدكتور عبد الرحمن علي الحجي، وبخاصة تاريخ الأندلس الذي نال بدراسته رسالة الدكتوراة من كامبرج عام ١٩٦٦.

وقد أفدنا منه الكثير الطيب وخاصة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي والأندلسي، وكان كثيرًا ما يُركز على نقطة مهمة وهي أن تاريخنا الذي يُدرس اليوم في جامعاتنا ومدارسنا العربية والإسلامية تمّ تزويره بإشراف دول ومؤسسات ضخمة حاقدة على حضارتنا وديننا فأسهمت في تشويهه وقدمته لنا مُقزّمًا محرّفًا، وقد ساهم في ذلك بعض الكتاب المأجورين من بني جلدتنا أمثال جورجي زيدان، وفيليب حتي، وزكي الأرسوزي، فضلًا عن جهود المستشرقين الصليبيين واليهود أمثال كارل بروكلمان، وجب، والقس زويمر، وألفريد جيوم، وكالفرلي وغيرهم…

لقد عاش أستاذنا الدكتور عبد الرحمن الحجي منافحًا عن تاريخنًا الإسلامي، ينفي عنه تحريف المحرفين ويفند شبهات المبطلين، ويظهر الحقائق الناصعة للراغبين…

رحمك الله أخي أبا بلال رحمة واسعة وألهم أهلك واخوانك وتلاميذك ومحبيك الصبر والسلوان، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فقدك يا أبا بلال لمحزونون.   

اكتب تعليقك على المقال :