قامت قوات النخبة في سلطة سجون الاحتلال والمخصصة لقمع الاشتباكات والسيطرة على التمرد باقتحام سجن ايشل الساعة السادسة من صباح الاثنين ، وتحديدا غرفة 6 وغرفة 8 دون أي مبرر ، وعلى الرغم من حالة الهدوء النسبي والأجواء الاعتيادية التي تسود السجن في العادة ، وذلك فيما يبدو تنكيلاً جديدا قرره مدير سجن ايشل المدعو خنيفس المعروف بتاريخه الحافل بالتنكيل بالاسرى ،وقد اعتدت الوحدة على أسرى القسم المخصص في غالبيته للمرضى وكبار السن الذين يتلقون علاجا خاصا لقربه من المستشفيات في منطقة بئر السبع ومنطقة عسقلان .
نجح الأسرى في الآونة الأخيرة في الحد من عدوانية قوات المتسادا التي أقيمت في العام 2003 ، واشتهرت بعد قمعها وقتلها لأسير في سجن النقب 2012 ، وذلك بعد سلسلة من الخطوات والتضحيات التي قاموا بها كحرق غرف كل قسم تقوم المتسادا باقتحامه رغم هدوء الأوضاع فيها ، إلا ان ما جرى في سجن ايشيل في بئر السبع الاثنين الماضي اعتُبر تجاوزاً وخروجاً عن سياق السنوات الأخيرة ، ويبدو أن السبب الرئيس في ذلك هو قرار مدير السجن بالانتقام الشخصي من أسرى ايشل .
ومن اللافت أيضا أن من يسمّون بمحاربي المتسادا المدربين تدريباً جيداً على كل أنواع السلاح والبنادق والمسدسات والاشتباك القريب مع أسرى، قرروا التمرد والانتفاض بشكل عنيف وأن يقوموا بمهاجمة أسير فلسطيني كبير في السنّ وهو يعاني من بتر في معظم يده اليسرى وهو “الشيخ جمال ابو الهيجا ” والاصرار على تقييد يده اليمنى بيد أسير يعاني من أمراض خطيرة في القلب وصعوبات في الحركة وهو الأسير ” زامل ابو شلوف “بعد أن أجبروهم بقوة السلاح المشهر الى رؤوسهم للجثو على ركبهم ومن ثم دفعهم خارج الغرف ، ليثبت ” مقاتلوا اسرائيل الجدد” الى أي مدى وصل الانحدار الأخلاقي لدى من يدّعى أنهم نخبة الجيش الأكثر أخلاقية في المنطقة !
يثير الحادث الأخير ضرورة تحمل فصائل مقاومة الشعب الفلسطيني مسؤولية حماية الأسرى قدر المستطاع لحين تحقيق الوعود المتكررة بإطلاق سراحهم في صفقة وفاء أحرار جديدة ومشرّفة .