ترجمة: السبيل/ صحيفة واشنطن بوست
بقلم: كولبير كينغ
بينما أكتب هذه المقالة، فإن عملية إحصاء أصوات انتخابات الرئيس الأمريكي ستكون ما تزال مستمرة . وإنه وبغض النظر عن النتيجة التي ستفضي إليها المسابقة الرئاسية، علماً بأنني أؤيد المرشح “جو بايدن”، و”كمالا دي هاريس” -وهو الأمر الذي لا يُعد مفاجأة لقرائي- وحتى إذا لم يتم إعادة انتخاب الرئيس ترامب مرة أخرى، فإنه ما زال لدي ما أقوله حول إعادة تشكيل بلدنا المأساوي من قبل رجل نرجسي خبيث، شغل البيت الأبيض لما يقرب من أربع سنوات.
إنني أعلن عن قناعتي هنا لأن هناك بعض الأقوال التي تُطرح من قبل بعض زملاء العمل في عالم المثقفين، وتقول بأن سباق الرئاسة هذا كان ممتعاً، وأن “الأولاد سيبقون أولاداً”، وأن أولئك الأشخاص الذين لا يزالون يتذمرون مما يجري يبالغون في الكلام عن كامل الأمر.
أولئك الزملاء يتجاهلون أو يرفضون حجة الأشخاص الذين يعتبرون أن ترامب في الحقيقة يشكل خطرًا واضحًا وقائمًا على ديمقراطيتنا، وأنه ومن خلال غوغائيته أهدر كل التطلعات -حتى ولو لم تتحقق- التي نعتز بها نحن كدولة مثل: العقيدة الأمريكية ، والمساواة بين جميع الأشخاص الذين يسمون هذا البلد “الوطن”.
أؤمن بكل كياني بأن ترامب الأناني المستبد قد أفلت من كل ذلك، والأسوأ من ذلك أنه قد شجع وبدون خجل ملايين الأمريكيين على أن يحذو حذوه.
والآن وفيما إذا كان ترامب سيغادر أو سيبقى في منصبه، فإن هذا الأمر لا يؤبه له في مقابل ما تسبب به ترامب من ضرر كبير بات عسيرًا إصلاحه إلا بجهد شاق من قبل رئيس مستقبلي، وكونغرس محب ومخلص للدستور.
إن مرارة هذه الانتخابات ليست هي من قبيل الصدفة، بل إنها نوع من الخروج غير المتوقع عن صورة “أمريكا القديمة” التي يمكن للأمة العودة إليها بمجرد تسليم مفاتيح البيت الأبيض إلى الرئيس المقبل.
وللمجادلة، فإن الأمريكيين قد تم تحميسهم، وقام ترامب حقاً باستغلالهم، وإن هذا في الحقيقة أمر قد فطر قلبي حتى الموت. فالأمريكيون لا يجب أن ينظروا إلى بعضهم البعض كأعداء، كما لا يجب أن يكره الأمريكيون الآخرين.
وإنه وبعد إعلان نتائج الانتخابات النهائية، فإنه لا يجب أن ينتهي بنا الأمر لنكون غاضبين من بعضنا البعض، ولكن هذه هي أمريكا المتخيلة غير الموجودة في الحقيقة.
لقد شجع ترامب الأمريكيين على الإساءة لبعضهم البعض. وقد أخرج أسوأ ما فينا من أجل إرضاء مصالحه الملتوية. وإن نتيجة إعلان انتخابات 2020 لن تحسم أيًا من هذا!!
إن عيوب شخصية ترامب، وسلوكه المثير للاشمئزاز المتستر بكرامة الرئاسة، وازدراءه الأمانة، والحكم الأخلاقي، رأته الأمة منذ دخوله البيت الأبيض في عام 2017. وإن ملايين الأمريكيين كما ظهر جلياً في انتخابات عام 2016، يحبون ما هم يشاهدون.
وإن ما كان يجب أن يُنظر إليه بقلق، يتم النظر إليه من قبل أتباعه بفخر.
نجد أنفسنا في هذا الوضع اليائس لأن ترامب انطلق منذ اليوم الأول لرئاسته حاملاً معه نية نقل ملكية الحكومة الأمريكية من الشعب إلى نفسه هو.
فلم يحاول أي رئيس أمريكي من قبل -بدءًا من جورج واشنطن، وفرانكلين دي روزفلت، وهاري إس ترومان، ودوايت أيزنهاور، وجون إف كينيدي، إلى بوش الأب وبوش الابن، وبيل كلينتون، وباراك أوباما- القيام بمثل هذا العمل التدميري.
لذا، فإنني وبغض النظر عما ستسفر عنه النتيجة النهائية، أعتقد بأنه لن يكون هناك “اترك الماضي للماضي” بالنسبة لي؛ ذلك أن الترامبية تشكل خطراً عليّ، وعلى بلدي، وعلى الناس الذين أعتز بهم.
إن الترامبية مخيفة مثل قوى الشر التي أنهت إعادة الإعمار، وأطلقت عنان عنصريين في أردية بيضاء وأغطية للرأس على أسلافي.
أرجو أن لا تطووا صفحة ترامب أيها الزملاء النقاد، بمن فيكم أصحاب البشرة الأكثر بياضاً. إنها قد تكون مجرد رياضة بالنسبة لكم، وغذاء للتفكير المستقبلي الذي قد يحفز تسجيل الأحداث التي تجذب زيارات للصفحة.
وأما بالنسبة لي، فإن دونالد ترامب كان، وما زال الآن، وسيظل إلى الأبد مع مؤيديه يمثل تهديدًا للأمة التي لا يستحق أن يقودها.
لقراءة المقال الأصلي بالإنجليزية: (اضغط هنا)