قد يظنّه البعضُ وحشاً كاسراً، لكنه لا يُرى بالعين المجردة، تأتي أخبار ضحاياه من كل أصقاع الأرض، فأصبح الشغل الشاغل لجميع الناس، فما بين محبَطٍ ومتفائل، وبين مجتهدٍ يسعى لإيجاد الحل، ومتفرج لا يأبه لما يدور حوله، هكذا تباينت ردود فعل الناس حوله، إن تساءلت ما هو؟ يأتيك الجواب بأنه فيروس “كورونا الجديد”.
وتم الكشف عن أولى ضحاياه بمدينة ووهان الصينية في ديسمبر 2019، وتجاوز عدد ضحاياه اليوم حاجز 2461 قتيل، ليعلن الفيروس عن تأكيد دخوله إلى ثلاثين دولة على الأقل.
ورغم هذا الكم الكبير من الضحايا، يسابق الأطباء ومقدمو الرعاية الصحية حول العالم الزمن ويحفرون الأرض بأيديهم؛ بغية الوصول إلى علاجٍ فعّال، وبالفعل تأكد شفاء عدد لا يستهان به من المرضى.
ومع انتشار تقارير إعلامية تتحدث عن اكتشاف عقاقير “مبتكرة” يمكنها علاج المصابين بالفيروس، سارعت منظمة الصحة العالمية، في 6 فبراير 2020، للتقليل منها مؤكدةً أنه “لا توجد أنواع علاج فعالة معروفة له”، وهو ما فتح الباب أمام وسائل بديلة للوقاية من الفيروس القاتل.
وفي هذا الإطار، أعطى كثير من المختصين بالطب البديل رأيهم في هذا الشأن، موضحين أن “الطبيعة كانت دوماً صاحبة الحلول الساحرة عندما تعجز عقول البشر”.
يقول البعض إن الأعشاب وغيرها قد لا تقضي على المرض، لكنها حتماً تقي منه، وكما يقال “الوقاية خير من العلاج”، لذلك أجرى “الخليج أونلاين”، حواراً مع الدكتور “سمير الحلو”، أحد المختصين بالطب البديل والأعشاب، رئيس الجمعية الأردنية للنباتات الطبية، لأخذ رأيه عن هذا الفيروس الوبائي.
قصة “كورونا”
يوضح الطبيب “الحلو”، أن “فيروس كورونا” ليس بحديث عهدٍ في الظهور، فكانت أولى بدايات ظهوره في عام 2012 بالمملكة العربية السعودية، وحينها أصاب حيوانات “الإبل”، كما يظن الباحثون أن الفيروس كان موجوداً قبل ذلك في الوطاويط، التي نقلتها إلى حيوانات، من ضمنها الإبل والقطط والأفاعي.
ويستدرك قائلاً:”إلا أن أولى علامات ظهوره على البشر ظهرت في الصين، وكان أصله من سيدة تناولت طعاماً لأحد الحيوانات الحاملة للمرض، ثم بدأ الفيروس بالانتشار انتشاراً واسعاً، فالشخص يعدي كل من حوله”.
يقول “الحلو”، الحاصل على شهادة الأكاديمية الأمريكية لطب الأعشاب، إنّ هذا الفيروس كبير، مشيراً إلى أنه “من المعروف أن الفيروسات تعود للظهور مجدداً بعد عدة سنوات، بعد أن قامت بتغيير شيفرتها الوراثية، أي إن العلاج الذي تم استخدامه في المرة الأولى لن يفلح معها في المرة التالية، لأن المرض يعود مرة أخرى بصيغة جديدة”.
ويمتاز هذا الفيروس بسرعة انتقاله بين الناس، فهو ينتقل بالرذاذ التنفسي (العطس والسعال)، وأحياناً باللمس عند عدم غسل الأيدي..
ويشدد “الحلو” على أن الوقاية منه ليست بالأمر المستحيل، موضحاً أن “أولى خطوات الوقاية تكون بشكل أساسي بالابتعاد عن الأشخاص الذين يُحتمل أنهم أصيبوا بالفيروس، خصوصاً في مناطق الوباء”.
واستكمل موضحاً: “من المطمئن أنه توجد الآن إجراءات احترازية لكل القادمين من مناطق الوباء، ومن المهم جداً الحرص على النظافة الشخصية وعدم الاشتراك مع الآخرين في الأطباق ووسائل العناية الشخصية”.
ما مدى خطورة الفيروس؟
وعن خطورة فيروس “كورونا المستجد”، يوضح “الحلو” أنه عند انتقال الفيروس بين الإنسان والحيوان يعد ذلك أقل أنواع الإصابة ضرراً، ويمكن السيطرة عليه بسهولة، كاشفاً أن “الأنواع المعقدة منه تظهر عندما يبدأ الفيروس بالتوسع الأفقي، ويقصد بذلك عند انتقاله بين إنسان وآخر، هنا المشكلة أعقد وأصعب ويمكن أن تخرج الأمور عن السيطرة، لأن الفيروس قام بتغيير شيفرته الوراثية”.
أما عن أعراض المرض، فبيَّن الطبيب، الذي ألَّف 12 كتاباً في مجال النباتات الطبية وطب الأعشاب والطب الإسلامي، أن الأعراض تتفاوت بشكل كبير بحسب مناعة الجسم وصحته وقوته وحالته الصحية”.
وأشار إلى أنه “إذا كانت صحة الإنسان ممتازة يكون حاملاً للفيروس دون أن تظهر عليه أعراض”، في حين “إذا كانت أضعف قليلاً فإن أعراض الإنفلونزا العادية تظهر عليه، من رشح وسعال وتعب عام”.
وأكمل مستدركاً: “لكن أشد أعراضه تظهر على ذوي المناعة الأضعف، وتكون حرارتهم شديدة، وتظهر عليهم أعراض صعبة لا تستجيب للمسكنات العادية، إضافة إلى شعورهم المستمر بالإرهاق والضعف الشديد”.
أما الحالة التي تُعتبر الأصعب على الإطلاق، فيقول “الحلو” إنه عندما يحدث التهاب غير منتظم في الرئتين، يصاب المريض بانحطاط عام في قوته وصحته، قد يؤدي إلى فشل بالأجهزة ومن ثم إلى الموت.
اللعب على وتر “المناعة”
وبحسب رئيس الجمعية الأردنية للنباتات الطبية، لا يوجد علاج أشد تأثيراً أكثر من تقوية المناعة بشكل عام، لأنه إذا هاجم الفيروس الجسم وضعفت مناعته عندها يصبح عرضة للإصابة بأنواع أخرى من العدوى ومشاكل أخرى.
تختلف الفيروسات في كثير من النقاط، ولكنها تشترك عادة في أن أسلوب الوقاية والعلاج واحد، وفق “الحلو”، موضحاً أن “من رحمة الله بعباده أنه خلق لنا نباتات ومنتجات طبيعية لديها القدرة على تقوية الجهاز المناعي وهو خط الحماية الأول دون الإصابة بالفيروسات”.
وأشار إلى أن تلك النباتات والمنتخبات “تعتبر علاجاً لطيف واسع من المُمرِضات الجرثومية والفيروسية والفطرية من دون تمييز، وعددها على النحو التالي:
أهم هذه النباتات
- الحمضيات: يأتي موسم الحمضيات في الشتاء بالذات لحكمة ربانية، وهي كونها غنيّة بفيتامين “ج”، الذي يقوي الجهاز المناعي والأنسجة المبطنة للجهاز التنفسي.
- منتجات النحل المختلفة: العسل لتقوية المناعة وتحسين المجاري التنفسية، وحبوب اللقاح الغني بالمغذيات، و”العكبر” صمغ النحل الذي لديه قدرة على محاربة ما يزيد على 300 نوع من أنواع الفيروسات والبكتيريا والفطريات، وهذا مما تم اكتشافه حتى الآن، وكذلك غذاء ملكات النحل.. فلو تم خلط كل منتجات النحل مع حبّة البركة السوداء لكانت خلطة ممتازة، ويوجد منها في الأسواق أيضاً.
- نبات الأكينيسيا المعروف بتقوية المناعة.
- الحِلْبة والبابونج والزعتر كلها لديها قدرة على تقوية الجهاز التنفسي والمجاري التنفسية.
- الثوم النيء والبصل النيء: يقضيان على أكثر من 200 نوع من أنواع المُمرِضات المختلفة بغض النظر عن طريقة تناولهما.
- صمغ الحلتيت (أسافوتيدا): قاتل قوي جداً للجراثيم وفعال في مختلف الأمراض.
لا تخذل جسمك بإضعاف مناعته
في سياق متصل، يقول الطبيب “الحلو”، إن الفيروسات تبحث عن الأجسام ذات المناعة الأضعف، وتعتبرها هدفاً سهلاً يمكن الانقضاض عليه، لذا فمن الضروري تجنُّب هذه الممارسات بغية تحسين مقاومة الجسم ضد الإصابة بالفيروسات:
- تجنّب المأكولات ذات التأثير الحمضي على الجسم مثل: الأطعمة المصنَّعة، والحبوب المقشورة، والحلوى والسكاكر بشكل عام، فالتأثير الحامضي يُضعف الجهاز المناعي للجسم.
- قلة تناول الأغذية النباتية الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات المختلفة.
- قلة ممارسة الرياضة والحركة، فكلما زادت الرياضة وتحسنت الدورة الدموية وارتفع الاستقلاب، ينشط الجسم؛ ومن ثم تقوى مناعته.
- التدخين يُضعف الرئتين ويقلل مقاومتها للأمراض الفيروسية المختلفة.
- السهر وعدم الاستيقاظ مبكراً فهما يحرمان الجسم من الطاقة الكونية العالية التي يحصل عليها عند التبكير.
و”كورونا” عبارة عن عائلة من الفيروسات، غير أن 6 منها فقط تصيب البشر، والفيروس الجديد هو العضو السابع في هذه العائلة القاتلة.
ومن أعراض الإصابة بالفيروس التهابات في الجهاز التنفسي، وحمى، وسعال، وصعوبة في التنفس. وفي الحالات الأكثر شدة يمكن أن تسبب العدوى الالتهاب الرئوي والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة والفشل الكلوي، وحتى الوفاة، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
الخليج أونلاين