أكد إسماعيل هنية – رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن ذكرى النكسة والنكبة تمر بوقف في غاية الخطورة وغاية الأهمية بالنسبة لقضية فلسطين، من خلال التهديدات الاستراتيجية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية من بينها صفقة القرن، والتهديد الصهيوني بضم منطقة الأغوار على الحدود مع الأردن.
وقال هنية في الندوة السياسية الإلكترونية التي أقامتها الحركة الإسلامية في الذكرى الثالثة والخمسين على النكسة، واحتلال القدس، أننا في حركة حماس نعتز بمواقف الأردني في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة، لأن آثار النكبة أثرت سلباً على المملكة الأردنية الهاشمية من خلال هجرة ملايين اللاجئين إليها.
وزاد بالقول: هناك تهديدات استرايتيجية يتأثر الأردن سلباً منها، خطط الضم تهدد الأردن كما تهدد فلسطين، لكن الأردن في عين العاصفة كما هي القضية الفلسطينية، ونؤكد على الموقف الثابت للأردن ولدول العالم العربي والإسلامي التي ترفض الضم والتوطين، ولذلك اللاءات الثلاث التي تحدث عنها الملك عبد الله الثاني، هي ذات اللاءات نحن كفلسطينيين وحركة حماس ترفع هذه اللاءات في وجه صفقة القرن، وفي وجه المشروع الصهيوني.
وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الندوة التي يشارك فيها أيضاً الرئيس التونسي الأسبق – المنصف المرزوقي، والدكتور ياسين أقطاي – مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية، ومراد العضايلة – الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، أنه يجب على الجميع مواجهة صفقة القرن، والخطط الصهيوأمريكية، وعليه نرى أن الموضوع بحاجة لرسم استراتيجية متكاملة مركز هذه الاستراتيجية هو الشعب الفلسطيني بالأساس.
ودعا هنية إلى “مغادرة حقبة أوسلو التي ضربت المشروع الوطني الفلسطيني في الصميم وحولته من مشروع تحرر وطني إلى مشروع إنساني، وبالتالي رحبنا بإعلان أبو مازن التنصل من كافة الاتفاقيات مع الاحتلال لكننا بحاجة إلى تحويل المواقف النظرية إلى مواقف عملية، وبعد ربع قرن على المفاوضات نتيجتها الاستيطان وقضم أراضي الضفة الغربية”.
وطالب هنية في الندوة التي أدارها الناطق الإعلامي بإسم الإخوان معاذ الخوالدة بإطلاق “مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال الصهيوني، على كافة المستويات وعلى رأسها المقاومة المسلحة، لأنه قد ثبت لحركات التحرر في العالم أنه لا يمكن التحرر إلا إذا رفع البندقية، ورغم مرور كل هذه السنوات على النكبة والنكسة إلا أن الشعب الفلسطيني منذ أكثر من مئة سنة وهو صامد”.
وأوضح أن هناك 3 مشتركات بين الأردن وفلسطين، الأول تداعيات النكبة والنكسة كان تداعياتها على فلسطين والأردن في نفس الوقت، والمشترك الثاني أن التهديدات الاستراتيجية التي تمر بها القضية الفلسطينية اليوم تمر بها المملكة الأردنية الهاشمية كذلك، فالمخططات الحالية قائمة على الوطن البديل والتوطين والدولة الموحدة، والمشترك الثالث هو الموقف الثابت أردنيا وفلسطينيا الرافض لصفقة القرن وخطط التوطين والتنازل عن الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ودعا هنية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتشكل القيادة الناظمة للشعب الفلسطيني، لأنه المنظمة حالياً شبه معطلة، ونحن لا ندعوا إلى إيجاد بدليل لمنظمة التحرير، لكننا لا نقبل أن يتم اختطاف المنظمة تحت المسمى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وقال: خطر صفقة القرن تسعى لإعادة تركيب المنطقة وفقاً للمصلحة الصهيونية، وبالتالي يراد إسقاط المنطقة تحت هيمنة المشروع الأمريكي الصهيوني، ونحن ندعوا لتخفيض حدة التوتر الموجودة بين مكونات الأمة من أجل أن نتفرغ كشعوب للدفاع عن القدس.
وختم بالقول: بالرغم مما يبدو من تحديات وأننا أمام خطوات حقيقة لضم الضفة الغربية وأراضي الأغوار، من خلال اعتقاد الكيان الصهيوني أنه أمام فرصة قد لا تتكرر، بوجود الإدارة الأمريكية الحالية إلأ أن أوراق القوة هي أوراق كثيرة ومتعددة ويمكن أن نفصل فيها لكن في مقدمتها شعب فلسطيني ثابت فوق أرضه يرفض التنازل عن القدس والأقصى وينتظر العودة.