فيروس كورونا المستجد فيروس بسيط وضعيف، وربما بعد انتهاء الأزمة سيكتشف البعض إصابته به والشفاء منه وهو لا يدري.
بحمد لله تعالى فإن هذا الفيروس وحسب خبير صحي أردني يمكن لـ 80% من المصابين به الشفاء دون الحاجة للعلاج أو للدخول إلى المستشفى.
إذن أين تكمن خطورة هذا الفيروس ولماذا هذا الاستنفار العالمي لمواجهته، ولماذا كل هذه الإجراءات القاسية؟
ببساطة تكمن الخطورة في أمرين اثنين؛ أولهما أن هذا الفيروس الذي تطور حديثا لا يعرفه العالم بعد ولم يجد له دواء أو لقاحًا، وهو ما يتوقع العلماء الوصول إليه في غضون أشهر.
الأمر الآخر هو قدرته على الانتشار السريع بين البشر، وبامتزاج هذين الأمرين معا نكون أمام خطر كبير.
فإذا لم تتخذ الدول إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي فإن الفيروس الذي لم يوجد له علاج أو لقاح حتى الآن يمكن أن يصيب نصف البشرية أو أكثر في غضون أشهر. ماذا يعني هذا؟
في بلد عدد سكانه 10 ملايين كالأردن مثلا، يمكن أن يصاب خمسة ملايين شخص، وبحسب الخبير الصحي الأردني فإن 80% منهم يمكن أن يشفوا دون الحاجة لدخول المستشفى، لكن 20% منهم سيحتاجون إلى رعاية طبية داحل المستشفى، أي حوالي مليون شخص، من هؤلاء 5% أي 200 الف شخص سيحتاجون إلى العناية المركزة وسيحتاجون أجهزة تنفس اصطناعي لمدة 20 يوما على الأقل إذا ما أردنا إنقاذ حياتهم.
وهنا لا يمكن أن تستوعب المستشفيات هذا العدد، ومن المستحيل توفر 200 ألف سرير للعناية المركزة و200 ألف جهاز تنفس اصطناعي، إذا ما علمنا أن بلدا متقدما مثل بريطانيا يبلغ عدد سكانه 66 مليون شخص لديها 8 آلاف جهاز فقط.
إذن فالنتيجة ستكون انهيار النظام الصحي، وترك المصابين ليواجهوا مصيرهم لوحدهم، وليمت منهم من يموت.
هذا عن الجانب الصحي، وهو ما سينعكس حتما على الجانب الاقتصادي، حيث ستتوقف الأنشطة الاقتصادية شئنا أم أبينا، فمع وجود مليون مصاب، سيتعين على 3 إلى 4 ملايين العناية بهم، ما يعني غياب العمالة كليا أو جزئيا. هذه الفوضى ستنعكس على الجانب الأمني أيضا.
قد يبدوا هذا السيناريو متشائما جدا، وقد يكون خياليا، لكن عدم الأخذ به يمكن أن يؤدي إلى كارثة.