تفصلنا أيام قلائل عن موعد التصويت الرسمي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، في ظل أجواء تتصف بالإثارة والحماسة، ويطرح السؤال: هل سيتمكن ترامب، خلافاً الى ما تشير إليه استطلاعات الرأي، من الظفر بولاية رئاسية جديدة، أم أن النصر هذه المرة سيكون حليفاً للديمقراطيين.
رغم أن هناك بعض الأقاويل السائدة شعبياً، من أن ترامب قد تمكن من الفوز بفعل تأثير مغناطيسي أو سحري على المصوتين، أو عن وجود تدخل روسي لصالحه، إلا أن التحليل المتأني، لوقائع الانتخابات الرئاسية السابقة 2016، يظهر أن الديمقراطيين قد ارتكبوا بعض الاخطاء التي خدمت منافسهم.
فقد أحجمت قطاعات، ممن يصوتون تقليدياً للديمقراطيين، من النساء والملونين والناخبين الأصغر سناً، عن المشاركة، لأن خطاب المرشح الرئاسي، في ذلك الوقت، هيلاري كلينتون، لم يكن مقنعاً ومحفزاً ومتبنياً لقضاياهم، كما لم يتحرك الصوت الديمقراطي في وسيكنسون التي استبعدت من الحملة الانتخابية، الى جانب ميتشغان وبنسلفانيا، وهو ما عبرت عنه أدريان شروبشاير، وهي ناشطة سياسية امريكية من أصول إفريقية، حين قالت: “ما هو واضح هو أن هناك قطاعات رئيسية من القاعدة الديمقراطية بقيت في المنزل”!
ومن جهة أخرى، فإن خطاب ترامب في انتخابات 2016، قد عبر عن الغضب الذي يكنه قطاع من البيض، في مقابل تجاهل هذا الغضب من قبل الديمقراطيين، وقد كان نتاج ذلك أن غضب هؤلاء قد تحول الى فعل، لاحقاً، فمنحوا أصواتهم لترامب، محولين غضبهم الى أداة لتغيير الواقع والسياسات التي يرفضونها، وبالمثل، فإن على الديمقراطيين ومناصريهم من الساخطين على ترامب، وسياساته، وأدائه المستهجن تجاه الاضطرابات العرقية وأزمة كورونا، أن يحولوا سخطهم الى حركة فعلية، يوم الاقتراع، وأن يصوتوا لصالح المرشح المنافس جو بايدن.
وكان أيضا من أكبر أخطاء الديمقراطيين، في الانتخابات السابقة، اعتمادهم وركونهم الى فحوى التقارير الاعلامية، ونتائج استطلاعات الرأي، التي كانت تشير الى فوز مرشحهم، دون الاخذ بعين الاعتبار للمتغيرات التي لا تستطيع استطلاعات الرأي بمنهجيتها أن ترصدها، وقد كان نتاج ذلك، أن أحجم قطاع من الديمقراطيين عن المشاركة في التصويت، لقناعتهم بحتمية فوز مرشحهم بغض النظر عن تصويتهم من عدمه ولذا كانت هذه من اسباب الخسارة كما حذرت منه بمنشور سابق وقتها.
ترى هل يتعلم الديمقراطيون درساً من الانتخابات السابقة، فلا يكررون أخطائهم فتكون استطلاعات الرأي التي تبين تقدم بايدن هي جزء من خسارتهم كما كانت مع هيلاري!