نشرت مجلة “سابير فيفير” الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن ضرورة عدم إجبار طفلك على تناول الطعام عندما يخبرك بأنه يشعر بالشبع؛ وذلك لضمان اكتسابه عادات غذائية صحية إلى جانب تجنب إصابته بالسمنة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن المحافظة على الوزن السليم لدى الأطفال يعني أيضا احترام شهيتهم، بالإضافة إلى غرس أنماط صحية في عاداتهم اليومية عند تناول الوجبات.
ورغم شعور الآباء بالقلق غالبا لأن أطفالهم لا يتناولون ما يكفي من الطعام، إلا أنه ربما حان الوقت لإعادة التفكير في هذا السلوك، الذي من شأنه أن يرسخ لدى الطفل عادات سيئة وغير صحية.
تجنب السمنة
ذكرت المجلة أن الإحصائيات حول بدانة الأطفال مقلقة للغاية، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80 بالمئة من القاصرين في إسبانيا -على سبيل المثال- يعانون من السمنة، التي تصنف ضمن الأمراض المزمنة. وإلى جانب زيادة خطر الإصابة بمرض السكري والسرطان وأمراض القلب أو المفاصل، فإن من يعانون من السمنة غالبا ما يكونون عرضة للرفض والوصمة الاجتماعية. لذلك ينبغي ألا نلح على الطفل ليتناول المزيد من الطعام، مع الحرص على الخيارات الصحية.
أطفالك يكتسبون العادات الصحية منك
أوردت المجلة أن الطفل البالغ من العمر 18 شهرا يمكن أن يعاني من البدانة إذا كان أحد الوالدين يعاني منها، حتى لو كان وزنه طبيعيا. في هذه الحالة، تلعب الوراثة دورا مهما، لكن العادات غير الصحية تظل السبب الأول للسمنة.
أول ما يعمد الأخصائي إليه خلال علاج طفل يعاني من زيادة الوزن هو تغيير نظام الغذائي والعادات غير الصحية التي يتبعها الوالدان. ولا يعني “اعتماد نمط غذائي صحي” التقليل من السعرات الحرارية في حمية الطفل، نظرا لأن ذلك يمكن أن يؤثر سلبا على نموه، خاصة إذا كان عمره أقل من سنتين. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنا، فإن تقييد السعرات الحرارية غير ناجع.
حليب الأم الطبيعي يقلل من مخاطر السمنة
أكدت المجلة أن الرضاعة الطبيعية أداة وقائية مهمة، خاصة للأطفال المعرضين لخطر السمنة. وكلما طالت فترة الرضاعة، كان ذلك أفضل لصحتهم. ومن المهم ألا تبدأ التغذية التكميلية في وقت مبكر جدا، حيث إنها تعتبر عاملا آخر يمكن أن يسبب السمنة.
في إحدى الدراسات، لوحظ أن الأطفال الذين يتغذون على الأطعمة الصلبة قبل عمر أربعة أشهر، كانوا عرضة للسمنة بـ6 مرات أكثر عند بلوغهم ثلاث سنوات.
وتتمثل العلامات التي تدل على استعداد الطفل لتناول أطعمة غير الحليب في:
● الجلوس دون دعم ظَهره وبقاء رأسه منتصبا.
● التنسيق بين عينيه وحركة يده وفمه لرؤية الطعام والإمساك به وتناوله.
● ابتلاع الطعام الصلب دون أن يدفعه بلسانه غريزيا لتجنب الاختناق.
ونادرا ما يمكن ملاحظة هذه العلامات في الوقت ذاته قبل بلوغ الرضيع ستة أشهر، ولهذا السبب يعتبر هذا العمر مثاليا لبدء إعطاء الطفل الطعام الصلب.
إنهم يعرفون ما يحتاجون إليه
فيما يتعلق بحمية الأطفال، سواء من يعانون من البدانة أو وزنهم صحي، توصي أكاديمية التغذية وعلم التغذية الأمريكية بما يلي:
● يجب أن يتناول الوالدان الأطعمة الصحية في المنزل، مع عدم إجبار الطفل على تناول الطعام: الإفطار، وجبة خفيفة في منتصف الصباح، الغداء ووجبة خفيفة، وعشاء.
● الأطفال مسؤولون عن اختيار ما يأكلونه وتحديد كمية الطعام مما يقدمه الكبار لهم.
تناول الطعام مناسبة مثالية ليكون أفراد العائلة معا
لقد ثبت أن مشاركة الطعام مع جميع أفراد العائلة استراتيجية جيدة لمنع السمنة. وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن تجلس جميع العائلات على المائدة معا “باستمرار”؛ لمنع زيادة الوزن عند الأطفال والمراهقين.
فقد توصلت دراسة نشرت في مجلة “بيدياتريكس” في حزيران/ يونيو 2011 إلى أن مشاركة ثلاث وجبات أو أكثر مع العائلة كل أسبوع يحد من خطر السمنة لدى الأطفال بنسبة 12 بالمئة، ويقلل من فرص تناول الأطفال للأطعمة غير صحية بنسبة 20 بالمئة، إلى جانب زيادة فرص تناولهم طعاما صحيا بنسبة 24 بالمئة.
حذار من منتجات الألبان
أكدت المجلة أن الأطفال الإسبان -والبالغين أيضا- يستهلكون الكثير من منتجات الألبان، التي تزيد من احتمال الإفراط في تناول أغذية الطاقة، بينما يهملون العناصر الغذائية الأخرى الضرورية للجسم. وإذا تم تشخيص إصابة الطفل بالسمنة بعد بلوغه ثلاث سنوات أو سنتين، فإنه من الضروري أن تكون منتجات الألبان التي يستهلكها منزوعة الدسم.
وحذرت المجلة من أن الدهون الموجودة في منتجات الألبان مشبعة، ولا تزيد من خطر الإصابة بالسمنة فقط، بل بأمراض القلب والشرايين أيضا. كما أن منتجات الألبان منزوعة الدسم تحتفظ بالكالسيوم والخصائص النافعة للجسم. وعندما يقول الطفل إنه لا يحب الحليب أو أن بطنه يؤلمه في كل مرة يشرب فيها منتجات الألبان، فذلك قد يعني أن لديه حساسية من بروتينات الحليب أو عدم تحمل اللاكتوز.
تناول اللحوم باعتدال
للحد من ظاهرة السمنة عند الأطفال، ينبغي أن نقدم لهم أطباقا لا تحتوي الكثير من الأطعمة حيوانية المصدر. ولا يقتصر تناول الطعام على معرفة كيفية اختيار الأطباق الأفضل بالنسبة لنا، بل إنشاء علاقة نفسية صحية معه أيضا.
هل من الجيد تناول الطفل الطعام بين الوجبات الرئيسية؟
من المهم أيضا الإشارة إلى هذه النقاط الثلاث:
1. دعهم يتناولون وجبة خفيفة بين الوجبات الرئيسية، فقد أثبتت بعض الدراسات أن “اللمجة” عند الأطفال والبالغين يمكن أن تكون مفيدة للتحكم في الوزن، بالإضافة إلى ذلك، تمنعهم اللمجة من الوصول إلى الوجبة التالية بشهية كبيرة.
2. قدم لهم أطعمة مصنوعة من الحبوب الكاملة منذ سن الثانية، لأنها غنية بالعناصر الغذائية، وتمنع الإمساك والسكري والكوليسترول، وتحسن الدورة الدموية، وتقلل من مخاطر المعاناة من بعض أنواع سرطان. وهي تساعد أيضا على التحكم في الوزن؛ لأنها تنشط آلية الشبع.
3. دعهم يتحركون ويركضون ويقفزون ويرقصون، فالنشاط البدني المثالي للأطفال هو اللعب العفوي في الهواء الطلق. وينصح أيضا بالتنزه في الحديقة أو الغابة أو المشي على ضفاف الشاطئ أو البحيرة.