هل نحن في خطر؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : سعود أبو محفوظ

سألتني احدى الاذاعات في الخليل سؤالا صباح اليوم، عن الادانه الاردنية للاعتداءات على المسجد الاقصى وكيفية تفعيلها؟ وكانت هذه الاذاعة سالتني نفس السؤال قبل ثلاث سنوات، واجبت بنفس الاجابة، ولكن العدو احدث في ثلاث سنوات مالم يحدث منذ ثلاثين سنة في المقدسات، ولم تتقدم حكومتنا خطوة واحده الى الامام، قلت في اجابتي اليوم: –
بداية انا بالكامل مع اسناد الاوقاف الاردنية في القدس، لانه ليس لدى الامه سواها، وهي تمثل اخر ما تبقى لدينا من حصرية إسلامية، رغم انها اوقاف مترهلة وكليلة. جمهرة الاردنيين يستغربون هذة الادانات الحكومية الخجولة المكررة، فالاردن ليس وحيدا، بل هو صاحب الامر في المقدسات وله الرعاية والادارة والإشراف، نيابه عن مجموع الامه، ودوره شرعي ومشروع وقانوني، ولديه قرارات ومبادئ دولية امرة، لا تسقط بالتقادم، ولا يلغيها الزمان، لكن المشكلة هي في الحكومه، التي تدير الامور بعقلية موظفين، لأنها في الاساس لاتمثل ارادة شعبية حقيقية ومنتخبة، وكان بامكانها امام هذا العدوان المتدحرج، ان تلوح بالتدريج باستدعاء ومن ثم سحب سفيرنا في تل أبيب، وان تذكر بانها تحمي ٤٦٥ كم امنه للعدو، واذا تمادى فهناك ملايين اللاجئين من شعبها، استقبلتهم الاردن لسبعين عاما، مع وجود قرارات امرة بعودتهم وتعويضهم وتقرير مصيرهم هناك، ولايقبل واحد منهم ان يتنازل عن وطنة الأول، ليصبح وطنا ثانيا لمزدوجي الجنسية الاحتلاليين،
“واسرائيل” قامت من العدم، بقرار دولي مشروط بخصوص اللاجئين. ويمتلك الاردن اكثر من عشر نقاط قوة، يستطيع ان يفعلها لو اتجهت الحكومه في اطلاق يد التلاحم الشعبي والرسمي، فالقدس للاردنيين مسالة اجماع نادر غير قابل للمساس، وعلى الحكومه استفزاز الذات الوطنية الجامعة، لاسنادها امام هذا العدوان الممنهج والمتصاعد، وللوقوف في وجه صفقة القرن الزاحفة، والتي ترتب حلولا غاشمة على حساب الأردن. القادم خطير، ويستطيع الأردن ان يجمع حوله ومعة كتلة نوعية متماسكة قوامها اكثر من (17) مليونا من الاردنيين والفلسطينيين في الوطن والشتات، ليكونوا طليعة رواد أمة ممتدة، بوصلتها المسجد الاقصى وبيت المقدس، وانا هنا اتكلم عن الوجدان الموحد، لاكثر من ملياري مسلم، بمعزل عن بعض الانظمة المفروضة قسرا، والمتعاونة فعلا. إن صفقة القرن ما هي إلا وصفة التطرف العقدي المتحكم في القرار الأمريكي، و حكومتنا أمام خيار المنعة الداخلية وعمقها الشعبي العربي الإسلامي الذي لاينكسر، أو الاكتفاء بالإدانة، وبالتالي ضياع المقدسات، وتلقى الحلول التصفوية على حساب بلدنا وبقعتنا واجيالنا،لا سمح الله.

اكتب تعليقك على المقال :