هل من الممكن ان نشهد تصعيدا عسكريا تقصف فيه تل ابيب خلال الايام القليلة القادمة؟
وهل من الممكن ان يؤدي انفجار الاحتجاجات في رمضان نيسان القادم إلى إعادة الزخم والاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني التي امتدت اكثر من 70 عاما من عمر الزمن؟
هل حان الوقت لاختبار القدرة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية، ومدى فاعليتها في وضع القضة الفلسطينية على خارطة الأحداث العالمية، وفي تفاصيل المشهد الدولي؛ فاشتعال المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال سيسلط الاضواء على الاحتلال الاسرائيلي وممارساته، وهو آخر ما يرغب فيه قادة “إسرائيل” والقوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية في ظل الأزمة الأوكرانية؟
هل انفجار المواجهة التي تعمد المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية إلى إحباطها عبر تحركات سياسية وعسكرية وأمنية شملت الاقليم بأكمله من ضمنها دول الجوار المباشر، قادرة على تصحيح مسار القضية الفلسطينية، وميزانها المختل لغير صالح الشعب الفلسطيني؟
هل المقاومة الفلسطينية قادرة على فرض إرادتها على قوى الاستعمار الغربي القديمة التي زرعت الاحتلال الاسرائيلي على ارض فلسطين في ظل الاضطراب الدولي لموازين القوى العالمية؟
واشنطن تواجه صعوبات متصاعدة في ضبط المشهد العالمي والإقليمي، والتحكم في مدخلاته ومخرجاته، فلماذا لا ينضم الفلسطينيون إلى حالة التمرد على النفوذ الأمريكي، أسوة بالدول العربية في الخليج العربي كالسعودية والامارات، وأسوة بإيران وتركيا وباكستان والأرجنتين والبرازيل؟
أمريكا قلقة من فقدان السيطرة الامنية والسياسية والاقتصادية في العديد من الساحات؛ ما يعطي ميزة تفضيلية للقوى المبادرة عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا؛ فالإستراتيجية الامريكية تخضع لاختبارات وضغوط شبه يومية كتلك التي تبعت استهداف قاعدة عسكرية تتبع للناتو في مدينة لفيف غرب أوكرانيا من قبل القوات الروسية، او استهداف القنصلية الامريكية، وقاعدة تتبع للموساد الاسرائيلي، بحسب زعم إيران في مدينة اربيل في كردستان العراق.
الأسئلة والنقاشات حول ضرورة الاستفادة من الظرف التاريخي لإرباك قوى الاحتلال، والامر الواقع في فلسطين المحتلة قوية وعميقة وكثيفة؛ نقاشات وتفاعلات تسير بالتوازي مع تصعيد اسرائيلي على الارض منذ اعوام طويلة اقترب من ذروته بتصعيد الاقتحامات للمسجد الاقصى، وعمليات مصاردة الأراضي، وهدم البيوت في الضفة الغربية؛ ما يجعل من المواجهة استحقاقا سياسيا وأمنيا وفكريا لا يمكن تجنبه، ولكن يمكن اختيار توقيته الأنسب.