هل تنتقل عدوى التظاهرات من طرابلس إلى بنغازي؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

لم يمض اسبوع على انطلاق التظاهرات في العاصمة الليبية طرابلس احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية الصعبة في البلاد حتى بدأت إرهاصاتها تظهر في سرت ومناطق سيطرة قوات اللواء خليفة حفتر؛ فالمتظاهرون يطالبون بمكافحة الفساد وبتحقيق العدالة وتحسين الخدمات الاجتماعية وانهاء كافة اشكال الفوضى.

مطالب الليبيين تتشابه في كافة ارجاء البلاد؛ فدائرة الاحتجاج مرشحة للاتساع لتشمل المزيد من المدن بما فيها الشرق الليبي.

تراجع شبح المواجهات المسلحة والتهديدات الامنية التي اعقبت التوافق على وقف اطلاق النار بين عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي في طبرق، وفايز السراج رئيس وحكومة الوفاق في طرابلس أعاد الليبيين للبحث في قضاياهم المطلبية والاقتصادية بعد تراجع التهديدات الامنية؛ الامر الذي دفع السراج رئيس حكومة الوفاق الى تشكيل غرفة طوارئ للتعامل مع الازمة، ودفع قبيلة القذاذفة في سرت الى اطلاق بيانات مناهضة قوات اللواء حفتر في سرت.

إذ لم تتوقف الاحتجاجات عند حدود مدينة طرابلس، فسرعان ما انتقلت الى مناطق سيطرة ونفوذ اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، متخذةً طابعًا أكثر صدامية بعد ان دعت قبيلة القذاذفة أبناءها إلى  الانشقاق، ووقف دعمهم اللواء المتقاعد حفتر في أعقاب الحوادث الامنية التي ادت الى وفاة عدد من ابناء القبيلة، رافقها اعتقالات تعرض لها أبناؤها في المدينة، تصاعدت معها الدعوات إلى إخراج قوات اللواء حفتر من المدينة.

توقف القتال أعاد الليبيين الى همومهم اليومية؛ مطالبهم الطبيعية كمواطنين في دولة غنية بالثروات النفطية قادرة على توفير متطلبات أبنائها الاقتصادية، ومطالبهم بحفظ وحماية أمنهم.

موجة احتجاجات مرشحة أن تمتد الى مناطق الشرق الليبي نحو بنغازي وطبرق والبيضاء؛ فالمعاناة متشابهة في كافة انحاء البلاد؛ ذلك ان احتفاء طرف باحتجاجات طرابلس باعتبارها تمردًا على “الوفاق” لم يمنع انتقالها الى سرت، كما لن يمنع امتدادها نحو بنغازي بشكل سيحرج المحتفين بالاحتجاجات في طرابلس بعد حين، ويضعهم في مأزق كبير لا يحسدون عليه!

عدوى التظاهرات والاحتجاج على الظروف المعيشية بعد عام من القتال في ليبيا ستجد طريقها نحو الشرق الذي عانى من ويلات المواجهة، وهي احتجاجات ستختبرها السلطات في بنغازي عاجلًا أم آجلًا كما اختبرتها قبل ذلك بأيام في مدينة سرت الجمعة الفائتة، فهل ستنجح سلطات بنغازي في إدارة التظاهرات والاحتجاجات المطلبية كما في طرابلس من دون إراقة للدماء، وبفرض رقابة على القوى المسلحة بشكل يجنب المحتجين القمع؟ إنه سؤال كبير!

فالاحتجاجات في طرابلس الغرب خضعت لرقابة مشددة من حكومة الوفاق لدرجة دفعت السراج الى إيقاف وزير الداخلية فتحي باشاغا عن العمل بعد إطلاق نار على المتظاهرين، رغم اعتراض مدينته ومؤيديه على التزم باشاغا بالقرار، كما طالب بتحقيق علني.

طرابلس الغرب تقدم نموذجها في التعامل مع المتظاهرين، في حين بقيت قوات الجنرال حفتر، ومن ورائه برلمان طبرق متأخرة في سرت؛ ما دفع قبيلة القذاذفة إلى دعوة ابنائها لطرد قوات الجنرال حفتر، فهل من الممكن ان يمتد التوتر الى بنغازي وطبرق وغيرها من مدن الشرق؟

ختامًا.. الازمة الليبية دخلت منحنًى جديدًا من الممكن ان يحرج العديد من الاطراف، ويربك كافة الحسابات؛ فما يحدث في طرابلس ليس استثناءً، بل استحقاقًا سيمتد عاجلًا أم آجلًا الى بنغازي وطبرق. اختبارٌ كبيرٌ من الممكن ان يتحول لفرصة لتوحيد البلاد، والتوقف عن المراهنات الخاسرة؛ فما يمكن اعتباره نصرًا لأحد الاطراف اليوم يمكن أن يتحول الى هزيمة كبرى في الغد، فعَلَام الاحتفاء بتظاهرات طرابلس المُعدية!!!

اكتب تعليقك على المقال :