هل انتصر أردوغان في “معركة كافالا”؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : علي سعادة

لم يمض وقت طويل على التعليمات التي أصدرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لوزير الخارجية التركي تشاووش أوغلو، بإبلاغ سفراء عشر دول بأنهم أشخاص غير مرغوب بهم على خلفية مطالبتهم بإطلاق سراح رجل أعمال متهم بالتورط بمحاولة الانقلاب الفاشلة، يدعى عثمان كافالا.

أيام قليلة وجاء الرد من قبل سفارات تلك الدول في مقدمتها السفارة الأمريكية في أنقرة التي أعلنت عن مراعاتها المادة 41 من اتفاقية فيينا التي تنص على “عدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول”.
وسبقها إعلانات مشابهة من السفارات الأخرى حول مراعاتها المادة 41 من اتفاقية فيينا بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول.

وفي بيان مشترك صدر يوم 18 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، دعا سفراء كل من كندا والدنمرك وفرنسا وألمانيا وهولندا والنرويج والسويد وفنلندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة إلى حل عادل وسريع لقضية كافالا، وإلى “إطلاق سراحه فورا”.

الرئيس التركي قال لتلك الدول بلغة حاسمة مغلفة بالتهديد: “هل يعود لكم أن تلقنوا تركيا درسًا؟”، مؤكدا أن القضاء التركي “مستقل”.

وأضاف: “هل تطلقون سراح القتلة والإرهابيين في بلدكم؟ لا أمريكا ولا ألمانيا… من منهما فعل مثل هذا الأمر قبل ذلك؟”.

وتشترط المادة 41 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية على احترام الدبلوماسيين لقوانين ولوائح الدولة المعتمدين لديها، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدولة.

وكافالا مسجون منذ أواخر 2017؛ لاتهامه بتمويل احتجاجات في البلاد عام 2013، والضلوع في انقلاب 2016 الفاشل.

هل انتصر أردوغان على تلك الدول في معركته الدبلوماسية؟
الدول المعنية بالطرد أنكرت أن تكون قد تلقت أي إخطار رسمي من تركيا بشأن قرار طرد السفراء.

أردوغان قال لحشد من أنصاره: “سوف يعرفون تركيا ويفهمونها. اليوم الذي لا يعرفون فيه تركيا ولا يفهمونها سيرحلون”.

ووصف أردوغان، كافالا بأنه “فرع سوروس في تركيا”؛ في إشارة إلى الملياردير الأمريكي من أصول مجرية جورج سوروس، المتهم بالوقوف وراء “مؤامرات” في عدة دول.

فهل انتصر الرئيس التركي في “معركة كافالا” على أمريكا وأوروبا، أم أنه انتصار إعلامي في معركة قصيرة لم يرغب أي طرف في استمرارها وسعوا إلى إخمادها قبل أن يتسع ضررها؟!

اكتب تعليقك على المقال :