أوضح وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان لصحيفة “إيران اليوم” أن المحادثات مع السعودية جرت بوساطة عراقية عقب قرار تم اتخاذه على المستوى الوطني، وبالتنسيق مع جميع الإدارات وأجهزة السياسة الخارجية المسؤولة عن تنفيذ السياسة الخارجية، لكننا نشعر بأن السعوديين يتحركون ببطء في هذا الصدد”.
تصريحات عبد اللهيان جاءت بعد ساعات قليلة من بلوغ أزمة وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ذروتها، بعد سحب العربية السعودية سفيرها من بيروت، ووقف التعامل التجاري بين البلدين، فما يقلق اللهيان بطء التقدم في العلاقات ولا شيء آخر.
مقابل ذلك؛ قلل وزير الخارجية السعودي من أهمية الأزمة بالقول إن “التوتر الحالي في العلاقات مع لبنان ليس أزمة مع لبنان، بل أزمة في لبنان بسبب هيمنة وكلاء إيران، فهيمنة “حزب الله” على النظام السياسي في لبنان أمر يثير قلقاً لدى المملكة، ويجعل التعامل معه غير ذي جدوى.
قطع العلاقات مع بيروت وسحب السفراء ووقف التعامل التجاري؛ لم يوقف جهود التقارب بين طهران والرياض؛ لتثبت كل من السعودية وإيران مرة أخرى – ورغم احتدام القتال في اليمن – أنهما متمسكتان بمسار التفاوض، فرغم بطء التقدم الحاصل؛ لم يهاجم المسؤولون في السعودية إيران بسبب أزمة قرداحي، بل اعتبروها أزمة لبنانية داخلية، كما أن سحب السفراء وقطع العلاقات التجارية بين الرياض وبيروت لم يعق استئناف العلاقات التجارية بين إيران والسعودية، ولم يمنع من إعادة فتح الممثلية الإيرانية في جدة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، كما لا يتوقع أن يلغي الشراكة الأردنية المصرية اللبنانية السورية لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من الأردن ومصر إلى لبنان.
من الواضح أن الحوارات الإيرانية السعودية لن تتأثر بأزمة الوزير اللبناني قرداحي رغم بطئها بحسب عبد اللهيان، فإيران ستوظف الأزمة لتعزيز نفوذها في لبنان مستفيدة من ردة الفعل الغاضبة للرياض التي استثمرت في الأزمة لحشد الدول العربية – خصوصاً الخليجية – خلفها للانسحاب من لبنان؛ فالرياض قدمت عرضا قويا لدبلوماسيتها أثار اهتمام بعض القوى الدولية.
ختاماً.. أزمة قرداحي لم تغير الكثير، ولا يرجح أن تفعل، ما يجعل من استقالته أو رحيل حكومة نجيب ميقاتي مستبعدة حتى اللحظة لكلفتها العالية، كما أن المسارات الاقليمية الكبرى لم تتعطل، فما حدث عاد بلبنان أسابيع قليلة إلى الوراء فقط؛ بسحب السفراء وتشديد القيود التجارية مع السعودية وعدد من دول الخليج العربية المستاءة من تصريحات قرداحي، فأزمة قرداحي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.