لا يفتأ الكيان الإسرائيلي يقدم نفسه إلى العالم على أنه واحة الحرية والديمقراطية في منطقة يسود فيها الاستبداد وتسيطر عليها الديكتاتوريات.
في العالم الحر والديمقراطي هناك فئة لا يقبل منها إلا أن تكون مع الحقوق الإنسانية لأي إنسان مهما كانت جنسيته وحتى مهما كان جرمه.
لكننا أمام نموذج من القضاة العنصريين الذين لا يتورعون عن استغلال الكوارث والجوائح للضغط على الضحايا لانتزاع ما يريدونه منهم. هل يمكن أن يسمى هؤلاء قضاة!!
أمس نشر قاضيان إسرائيليان يدعيان آرفين كوتلر وإلياكيم روبنشتاين وميخال فونش مقالا مشتركا في صحيفة “إسرائيل اليوم” ترجمه موقع “عربي21″، حرضا فيه حكومة الإرهابي نتنياهو على استغلال جائحة كورونا في قطاع غزة، للضغط على حماس في قضية صفقة الأسرى، وكأن الإرهابي نتنياهو يحتاج إلى تحريض أصلًا!!
قد يفهم أن يأتي هذا التحريض من سياسي يميني متطرف، وحتى قد يفهم أن يأتي من أي سياسي آخر، لكن لا يفهم أن يأتي مثل هذا التحريض الحقير من قضاة الحَرِي بهم أنهم يسعون للعدالة ورفع الظلم وتحقيق الحقوق!!
القاضيان يقولان بصراحة إن مناسبة كلامهما هو “التسريبات الصحفية الأخيرة حول استئناف المفاوضات مع حماس حول استعادة الجنود والمفقودين الإسرائيليين في غزة، مقابل تقديم مساعدات إنسانية للقطاع”.
وفي لغة لا تعوزها الدناءة والنذالة يقولان: “اليوم لا تستطيع حماس مواجهة وباء كورونا وحدها في غزة، في حين أن إسرائيل تمتلك الإمكانيات اللازمة للتصدي له… يجب على إسرائيل أن تستغل هذه الحاجة، وترفض شروط حماس في الفصل بين مطالبها الصحية، وموضوع الأسرى والمفقودين الإسرائيليين لديها، أو الاكتفاء بنقل معلومات لإسرائيل حول مصيرهم، وظروفهم الصحية في الأسر… إسرائيل مطالبة باستغلال أزمة كورونا لدى حماس في غزة للضغط عليها لاستعادة أسراها”.
وفيما لم يستطع السياسيون وصف جائحة كورونا بالفرصة علنًا، ليس بالطبع لأنهم لا ينظرون إليها كذلك بل خوفا من تداعيات هذا الوصف على مكانتهم، إلا أن القاضيان العتيدان لا يجدان أي مشكلة في وصف الجائحة التي تهدد مليوني إنسان محاصرين في قطاع غزة بـ”الفرصة التاريخية” التي يجب استغلالها ضاربين عرض الحائط بكل معاني الأخلاق والإنسانية!! ويذهبان أبعد من ذلك في التحريض والتحذير لحكومة الإرهابي نتنياهو من أنها سيدينان عدم استغلاله هذه الفرصة!!
اُنظروا للفرق بين تعامل الأطباء والممرضين العرب في الكيان الصهيوني مع الجائحة وتفانيهم في خدمة الجميع؛ عربا ويهودا، دون التفريق بينهم. وبين هذين القاضيين اللذين يمثلان المؤسسة القضائية التي تحمل ميزان العدالة!
لكن يبدو أن العدالة العنصرية لجنس واحد من البشر!!