يتصاعد العنف الداخلي في “اسرائيل” لأسباب عديدة منها زيادة حدة الاستقطاب بين مؤيد ومعارض لنتنياهو ، ولا يمكن إخراج أصالة العنف في المشروع الصهيوني وغياب التهديد الفلسطيني والعربي “كلاصق” يجمع شتات الصهاينة في “اسرائيل”، ولا يستبعد من ذلك تعلّم نتنياهو استخدام البلطجية-الزعران-الشبيحة من حلفائه في المنطقة ، في مواجهة خصومه من المتظاهرين ( السلميين ) .
حذر رئيس دولة الاحتلال ريفلين من احتمالية وقوع عمليات قتل على خلفية سياسية في المجتمع “الاسرائيلي” على خلفية قيام بلطجية قد يكونوا تابعين لمنظمة ( لوفاميليا ) اليمينية المتطرفة .
نتنياهو ينفي عن نفسه تهمة التحريض على العنف ، لكنه يرفض التحريض الموجّه ضده ، ولا أستبعد ان يكون المنشور الذي نشر مؤخرا ويدعو الى اطلاق رصاصة على رأس نتنياهو هو من أحد مؤيديه لتخفيف الاحتجاجات ضده.
أحد كبار المحللين السياسيين في “اسرائيل” يصف نتنياهو اليوم بأنه “مسعرّ العنف” الأول في اسرائيل ، مذكرا بتحريضه الذي أدى لمقتل رابين في العام 1995 ، فيما اتهم عاموس هارئيل المحلل العسكري لهآرتس نتنياهو وسياساته بالمسؤولية عن هجمات ضد المتظاهرين في تل أبيب ، مشيرا الى أن الأزمة الاجتماعية والسياسية ليست أقل خطورة من الأزمة الصحية الناتجة عن الكورونا .
وفي نفس السياق وصف محرر هآرتس ألوف بن نتنياهو بأكبر فوضوي في “اسرائيل”، فهو الأكثر ضررا لشرعية الحكم ومؤسساته ، ولم يسبق لأحد من قبله ” تدمير ” الحكومة والكنيست والأحزاب والجيش وأجهزة فرض القانون، فهل اختار قرار شمشوم ” عليّ وعلى أعدائي ” .
من جهة أخرى وصفت مقالة التحرير في هآرتس بعنوان ” أيد ملطخة بالدماء ” نتنياهو بسكب البنزين في كل زاوية من زوايا “اسرائيل”موزعا أعواد الثقاب على من هبّ ودبّ .فهل سيشعل نتنياهو اسرائيل للنجاة بنفسه من الملاحقات القضائية، أم أن العنف الذي نشأ عليه الاسرائيليون قد بدأ يعود عليهم ؟ أم أنها نتيجة للتربية الصهيونية العنيفة والمجرمة الموجهة للأغيار من الفلسطينيين والعرب ؟