بحسب علمي، لا يوجد نص في التوراة أو الإنجيل يشير إلى سيدنا موسى أو سيدنا عيسى عليهما السلام بعثا للعالمين كافة، بل تشير المصادر الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم بأن سيدنا موسى وسيدنا عيسى عليها السلام بعثا لبني إسرائيل خاصة.
فيما يشير القرآن العظيم إلى أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعث للناس كافة. ومن ذلك قوله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا” سورة سبأ الآية 28. وقوله تعالى: “قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا” سورة الأعراف الآية 158.
وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: “وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثتُ إلى الناس عامة”.
وفي السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن وقع صلح الحديبية مع مشركي مكة أرسل كتبا لهرقل عظيم الروم وكسرى عظيم الفرس يدعوهم للإسلام، وهما رأسا أمتين غير عربيتين، ويحكمان أكثر من ثلثي العالم في ذلك الوقت.
والمنطق يقول بأنه إذا كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين، وأن لا نبي بعده، وأن وحي السماء انقطع عن الأرض، فلا بد أن تكون هذه الرسالة الخاتمة للناس كافة وإلى يوم القيامة؛ ذلك أن الله الذي خلق البشر وأرسل إليهم الرسل في كافة أطوارهم التاريخية لقوله تعالى: “.. وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ” سورة فاطر الآية 24. لا يتصور أن يتركهم بلا رسول أو نذير كل هذه الفترة، بين محمد صلى الله عيه وسلم ويوم القيامة، لذلك فإن المنطق أن تكون رسالة محمد عليه السلام للناس كافة وإلى يوم القيامة.
ولا يوجد مسلم شذ عن هذا القول -حسب علمي- فالمسلمون كافة منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا يؤمنون بأن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة، وأن الإسلام دين عالمي لا يختص بجنس أو قوم معين، وأننا اليوم كمسلمين مطالبون بما طولب بها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومكلفون بما كلفوا به، وأن القرآن الذي بين أيدينا صالح لنا اليوم كما كان صالحا لهم، وسيبقى صالحا لأحفاد أحفادنا كما هو صالح لنا اليوم، وسيبقى صالحا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وهنا لا بد من ذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ليَبْلغنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهارُ…”.
وإذا كان الإسلام دينا عالميا فالمنطق والعقل يقول إنه لن ينتشر وحده بل لا بد من جهة أو جهات أو أشخاص يحملونه وينشرونه بين الناس كافة، والمنطق يقول أنه لا يجوز أن يتقوقع الإسلام في بقعة أو مكان أو بلد أو هيئة ما.
وقد فهم الصحابة أن رسالة هذا الدين عالمية، وليست محصورة في جزيرة العرب، لذلك انساحوا في الأرض ينشرون دعوة الإسلام، وحسب فهمي فهم لم يحملوا معهم حضارة أو علوما، بل حملوا هذا الدين وهذا الدين فقط.
والأسئلة التي تثار هنا هي: ما حكم نشر الإسلام في العالم؟ وماذا يعني نشر الإسلام في العالم؟ وكيف ننشر الإسلام في العالم؟ وهل يجوز لمسلم أن يمنع نشر الإسلام في العالم؟