مهمة الدولة الأساسية في التعريف الحديث والعصري للدولة هو حماية مواطنيها والدفاع عنهم وحفظ كرامتهم. فالمواطن هو الأساس، ومجموع المواطنين هم الدولة، والسلطة التي من المفترض أنها تنبع من خيار المواطنين هذا هو ملخص وظيفتها الأساسية.
الدولة الوطنية الحديثة تُعرَّف بمواطنيها، ولا يمكن لها أن تتخلى عنهم، كما لا يمكن للمواطن أن ينسلخ من مواطنَته. صحيح أن عالم اليوم بات يعترف بالهجرة الشرعية، وبعض الدول تدعو المهاجرين لتعطيهم جنسيتها، وهناك جموع من الناس في العالم الفقير تسعى حثيثا للوصول إلى الدول الغنية والتنعم بمواطنتها، وبعضهم يدفع حياته ثمنا لذلك.
لكن هذا حدث حين تخلت الدولة عن مهمتها الأساسية، وحين استولت السلطة المستبدة على الدولة، وباتت تعرّف نفسها بأنها الدولة، وحين بات الدفاع عن السلطة وحمايتها هي المهمة الأساسية للدولة، وحين بدأت السلطة تقسم مواطني الدولة حسب الولاء لها؛ حينها هاجر الناس للبحث عن الكرامة والحماية ولقمة الخبز.
فإذا كان كذلك أفليست المواطنة الحقيقية تعني الكرامة والحماية ولقمة الخبز؟!
