تصاعد الاعتقالات السياسية التي تستهدف قادة وكوادر وأسرى محررين في الضفة الغربية، من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية، والبيان المشترك الذي وقعت عليه ثمانية من الفصائل، وطالبت فيه قيادة السلطة والأجهزة الأمنية بالتوقف الفوري عن ممارسة هذه السياسة المرفوضة شعبيا ووطنيا، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين.
وإلغاء لقاء رئيس السلطة محمود عباس ( أبو مازن) مع الفعاليات الرسمية الشعبية، والذي كان مقررا اليوم خلال زيارته لمدينة جنين ومخيمها، عقب اعتذار معظم أهالي الشهداء عن الحضور.
كلها مؤشرات على أن سلطة رام الله تريد توتير الأجواء وملئها بالغيوم السوداء قبل لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة بناء على دعوات مصرية لاجتماع الأمناء العامين للفصائل المزمع عقده في 30 من الشهر الجاري في القاهرة، وذلك بعد دعوة “أبو مازن”، إلى لقاء على مستوى الأمناء العامين لبحث الأوضاع الفلسطينية، وتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة مشروع ضم الضفة وتهويد القدس ومواجهة الاحتلال وحكومة المستوطنين الفاشية.
ورغم محاولات بعض الجهات النافذة في السلطة إفشال اللقاء حتى قبل انعقاده إلا أن عددا من الفصائل الفلسطينية أعلنت بأنها ستشارك في الاجتماع، بهدف بناء الوحدة الوطنية على أساس التمسك بالثوابت الوطنية وحماية خيار المقاومة، والاتفاق على خطة وطنية شاملة في مواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين.
ولا يعد وجود ما بين 150 إلى 200 معتقل سياسي في سجون السلطة من طلبة الجامعات والصحفيين والمؤثرين مؤشرا إيجابيا على النتائج التي قد يخرج بها لقاء القاهرة.
وتقول الفصائل إن أجهزة السلطة تعتقل بشكل واضح وفاضح ومباشر كل من يقاتل الاحتلال الصهيوني وآخرها اعتقال نشطاء مقاومين كانوا متوجهين في جبع إلى مخيم جنين أثناء العدوان الأخير.
وإذا كانت السلطة عازمة حقا على إنجاح اللقاء فيجب عليها تهيئة المناخ الكفيل بإنجاح الحوار الوطني بوقف الاعتقالات السياسية، وإطلاق سراح المعتقلين في سجونها التي باتت تشبه تماما سجون الاحتلال في قمعها للمناضلين والمقاومين.
كما هاجم ملثمون من أجهزة السلطة مركبات عائلة حمامرة، عقب تنظيمهم وقفة احتجاجا على استمرار اعتقال أجهزة السلطة الشيخ جمال حمامرة لليوم الرابع لدى مخابرات السلطة في بيت لحم. فيما حملت عائلة المعتقل السياسي الأسير المحرر سلامة عبد الجواد من نابلس، أجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عن أي ضرر أو أذى يلحق به إثر اعتقاله لدى جهاز الوقائي.
هذه كلها مؤشرات على أن لدى مراكز القوة التي تعمل في الظل النية لتفريغ لقاء القاهرة من أية مضامين وطنية وتحويله إلى لقاء قد يزيد من الانقسام الفلسطيني بدلا من إعادة الوحدة ورص الصفوف لمواجهة حكومة الاحتلال العنصرية التي يقودها بلطجية وزعران المستوطنات.