من جديد وبتصاعُد، تعود الانتهاكات والاعتداءات التي تحاول ما تسمى بـ”جماعات الهيكل” الإسرائيلية فرضها وإدامتها داخل المسجد الأقصى المبارك.
وباتت ظواهر عدة تترسخ داخل ساحات المسجد الأقصى من قطعان المستوطنين، منها جلوس الجماعات المتطرفة في طرقات الأقصى والاستيلاء التام على الزاوية الجنوبية لباب الرحمة.
كما باتت ظاهرة جلوس أفراد الجماعات المتطرفة يومية عند مصطبة السور الشرقي للأقصى، علاوة على ذلك باتت الجماعات المتطرفة تزحف إلى سد الطرقات والجلوس فيها خلال إلقاء المحاضرات التهويدية.
ومن أبرز الممارسات والانتهاكات التي باتت تمارس شبهَ يوميّ: تلاوة الصلوات التوراتية علانية داخل الأقصى، مستخدمين الهواتف المحمولة بدل “تابوت الشريعة” أو كتب الصلوات الخاصة المعروفة لديهم.
سياسة الأمر الواقع التي يسعى المستوطنون والاحتلال لفرضها باتت السائدة داخل المدينة المقدسة، دون قدرة على منعهم وإيقاف هذه السياسة التي تهدد المسجد الأقصى برمته.
يقول الشيخ ناجح بكيرات -نائب المدير العام لأوقاف القدس-: إن الاحتلال بممارساته داخل المسجد الأقصى تعدّى كل الخطوط الحمراء، ولم يعد لديه أدنى مستوى من تحمل مسؤوليته كونه احتلالًا.
وأوضح بكيرات في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن تصاعد الاقتحامات والاعتداءات بحق المسجد الأقصى والمدينة المقدسة يمكن قراءتها من خلال ثلاثة محاور.
المحور الأول يتمثل في أن الاحتلال يريد تغيير كل قداسة مدينة القدس وبالذات القداسة الإسلامية، لافتا إلى أن قرار الإسيسكو اعتماد المسجد الأقصى ضمن قائمة حصرية للأماكن المقدسة جاء صفعة للاحتلال، ورد على محاولة الاحتلال واليهود فرض شراكة قداسة يهودية في المسجد الأقصى.
أما المحور الثاني -حسب بكيرات- فهو أن الاحتلال لا يريد أن يرى عربيّا أو مسلمًا في المدينة المقدسة، لافتا إلى أن كل ما يقوم به من إغلاق مكاتب التعليم، وإنشاء البؤر الاستيطانية، والحفريات والاقتحامات، وغيرها من الممارسات تهدف لتغيير المشهد الإنساني في المدينة.
ونبّه إلى أنّ ما يقوم به الاحتلال يمثّل معركة ديمغرافية لإيجاد أكبر عدد من اليهود مكان المقدسيين والمسلمين.
وحول المحور الثالث، أوضح أن الاحتلال يريد أن يرسل رسالة للجمهور الاسرائيلي الداخلي لتحريضهم على اقتحام المسجد الأقصى، وفي الوقت نفسه إرسال رسالة للعالم الخارجي أنهم يملكون حقا في المدينة وهم أصحاب السيادة في هذا المكان.
من جهته، أكد الخبير المقدسي جمال عمرو أن ممارسات جماعات الهيكل الـ 28 المنظمة في المسجد الأقصى باتت واضحة وجلية للعيان.
ولفت عمرو في تصريح خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنه تم التحذير من هذه الممارسات التي يرتكبها الاحتلال منهجيًّا، محذرا من أن القادم سيكون أسوأ.
وأوضح أن الصهاينة كانوا يخفون أهدافهم التي كانت سرية وتحت غطاء عناصر يمينية متطرفة، أما اليوم فباتت الحكومة والأمن الإسرائيلي يعملون علنا في استباحة الأقصى وفلسطين تماما، وفق قوله.
وأكد أن الاحتلال بانتهاكاته وممارساته استباح صلاحيات السلطة الفلسطينية وفق مخرجات أوسلو، لافتا إلى أنهم تجاوزوا أوسلو وفريقه إلى أبعد الحدود.
وأشار إلى أن الاحتلال وحكومته باتوا يحتقرون أي تصريحات تصدر من الجانب الفلسطيني ويعدونها مجرد أضحوكة.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال وفي إطار سياستها الممنهجة لتفريغ المسجد الأقصى من كل ما هو فلسطيني أو مسلم، وجهت ضربة للحركة الإسلامية بحظرها واعتبارها خارجة عن القانون، وتم توجيه تهم لأفرادها ولشيخها رائد صلاح.
وأوضح أن الاحتلال يسير على سياسة راسخة وثابتة نحو هدف محدد، مؤكدا أن حالة القدس باتت صادمة بكل المقاييس.
وحول ما هو مطلوب من الفلسطينيين؛ أشار إلى أنه يجب الانتقال إلى الخطة ب والتي تتمثل بتغيير طرق المواجهة مع الاحتلال.
وطالب عمرو بضرورة تفعيل المساجد والمنابر الموجودة في أنحاء القدس في إطار المواجهة مع الاحتلال، إضافة إلى تفعيل المدارس والمراكز الثقافية من أجل ثورة مقدسية واسعة النطاق.
ولفت إلى أن هذه الثورة يجب نقلها إلى بقية أرجاء فلسطين بما فيها مناطق الشتات واللجوء في الخارج، إلى أن تصل إلى باقي المدن والعواصم العربية والإسلامية.
المركز الفلسطيني للإعلام