أطلق الجنرال الليبي، الحامل للجنسية الأمريكية، خليفة حفتر ما سماه “عملية الكرامة” في أيار من عام 2014، وكان الهدف المعلن منها هو إعادة الاستقرار لليبيا ومحاربة الإرهاب!
ولأن البلاد في حينها كانت خارجة من ثورة شعبية عارمة كان من الطبيعي أن تسود بعض الفوضى المشهد، وأن يكون هناك اختلافات في الرؤى لبناء ليبيا الحديثة. لكن الجنرال استغل تلك الأوضاع ليعلن بصراحة وهو يلبس بزته العسكرية المطعمة بالنياشين عن مشروعه.
نتيجة عمليته كانت دمار المدن التي اقتحمها خصوصا مدينتي بنغازي ودرنة، والمفارقة أن العملية جاءت لمحاربة إرهاب “داعش” كما تدعي لم تحاربه وجهًا لوجه، بل انتظرت حتى تمكنت القوات الموالية للحكومة الشرعية من دحر التنظيم في مدينتي درنة وسرت حتى انقضت على المدينتين. ناهيك عن الجرائم البشعة التي قامت بها قوات موالية له، ووثقتها منظمات أممية لدرجة أن أحد قادته المقربين أصبح مطلوبا للجنائية الدولية.
مغامرة حفتر لم تتوقف، بل ازدادات شططا حين أعلن هجومه على العاصمة طرابلس قبل أيام من انعقاد مؤتمر جامع دعت له الأمم المتحدة، ما يؤكد رفض حفتر لأي حلول سياسية للأزمة في ليبيا.
ومع تعثر هجومه على العاصمة، استجلب حفتر المرتزقة من روسيا والسودان وسوريا، وبدأ يدك العاصمة بالصواريخ بشكل عشوائي، وكان يرفض دائمًا كل المبادرات حتى في شهر رمضان أو تحت ظل أزمة كورونا لوقف إطلاق النار.
آخر ما تفتق عنه ذهن الجنرال الذي يبدو أنه ينتمي للعصور الأوروبية الوسطى، ولا يعترف بأي قانون ولا شريعة في سبيل كسب حربه الضروس ضد الليبيين، هو قطع المياه عن العاصمة التي يقطنها حوالي مليوني نسمة! ما استدعى تنديدا دوليا.
قليلون هم الذين باتوا يصدقون مشروع حفتر، لكن دولًا عربية وغربية ما زالت تصر على دعمه، وهو الدعم الذي سيشكل عارًا عليها