مليارات العرب وحدها تنقذ “أونروا”.. فهل يستجيبون؟!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : علي سعادة

يسأل الخبير الأممي والإعلامي كريستوفر غونيس، متحدث رسمي ومديرا للاتصالات الإستراتيجية في “الأونروا” سابقا (2007- 2019)، في تصريحات صحيفة لافتة تناقلتها وسائل إعلام عديدة: “أين مليارات العرب التي يمكنها حل مشكلة الوكالة في ظل قرار عدد من الدول قطع تمويلها؟”.

لم يكن مجاملا أبدا في تصريحاته فقد بد الرجل غاضبا ومصدوما من الموقف الرسمي العربي السلبي من كل ما يجري في غزة وبشكل خاص ما يجري حاليا من هجمة شرسة ضد “الأونروا”، ويخاطب العرب قائلا: “رسالتي إلى العالم العربي، أين أنتم؟ لأنهم يكسبون المليارات كل يوم من عائدات النفط. إن نسبة ضئيلة من عائدات النفط تلك ستؤدي إلى اختفاء المشاكل المالية للأونروا بين عشية وضحاها”.

غونيس يعتبر أن قطع التمويل عن الوكالة الدولية “خيانة للقانون الدولي ولنظام المساءلة، ويسبب تدهورا خطيرا لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين ليس في غزة فحسب، بل في جميع دول الشتات الفلسطيني”، بحسب قوله.

“أونروا” تشبه إلى حد كبير حكومة موازية. فلها، برنامج التعليم الخاص بها، الذي يعلم أكثر من نصف مليون طفل في الشرق الأوسط، هذا هو البرنامج الأكبر.
وكما يقول، غونيس، إنها تشبه نظاما تعليميا كاملا في حد ذاتها. ولديها عدد كبير من خدمات الرعاية الصحية الأولية، ولها تقريبا 150 عيادة صحية أولية وخدمات الإغاثة والخدمات الاجتماعية، وهي مساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، والنساء، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

“أونروا” في مأزق حقيقي وستبقى كذلك طالما أن هناك خللا كبيرا في المساعدات التي تقدم لها سنويا، حيث حصة الولايات المتحدة الأمريكية هي الأكبر، فهم من يمسك برقبة هذه الوكالة الحيوية وهم ينفذون ما تريده دولة الاحتلال حرفيا دون تفكير، والحل هو تحقيق التوازن بين المانحين الغربيين والمانحين العرب.

إجمالي إيرادات النفط لمنظمة “أوبك” في عام 2022 كانت 888 مليار دولار. ميزانية الأونروا هي 1.5 مليار بأعلى إنفاق لها. وهو ما نسبته 0.2٪ من كل ذلك الربح المتحقق من بيع النفط. ويمكن لـ”أوبك” والدول العربية والإسلامية النفطية حل هذه المشكلة في لحظة، وبالتالي منح الوكالة استقلالية وحرية  أكبر في عملها.

لكن على ما يبدو أن بعض العرب يتناغمون مع الموقف الأمريكي والإسرائيلي الذي يسعى إلى تصفية “الأونروا” كخطوة لطي ملف اللاجئين والعودة إلى الأبد، وفي حال نجاح العدو في تدمير الوكالة فهذا سيكون نوعا من التعويض عن هزائم الاحتلال في غزة، فهم يقولون “إنهم لا يستطيعون كسب الحرب على غزة ما لم يتم حل الأونروا”.

وخنق “الأونروا” يشكل انتصارا زائفا لا معنى له لأنه سيتسبب في إلحاق ضرر كبير صعب إصلاحه بنحو 6 ملايين فلسطيني يستفيدون من خدمات هذه الوكالة الحيوية، والحل واضح تماما، أن يعقد العرب قمة طارئة من أجل تعويض النقص في ميزانية الوكالة ، لكن حتى هذا الأمر يبدو صعب التحقيق، فهم ينتظرون ما تقوله واشنطن ليتصرفوا.

اكتب تعليقك على المقال :