كشفت مصادر مقدسية، أن سلطات الاحتلال الصهيوني، تعمل على تغيير الوضع القائم” بالمسجد الأقصى، وفرض إجراءات تضييق غير مسبوقة على موظفي الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس المحتلة.
و”الوضع القائم”، يقصد به الوضع الذي ساد في المسجد منذ الفترة العثمانية حيث تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المسؤولية عن المسجد الذي يصلي فيه المسلمون فقط.
ونقل موقع “عربي 21” الإخباري في بريطانيا، عن مصادر وصفها بـ “المطلعة”، بأن سلطات الاحتلال الصهيوني تفرض تغييرات جديدة على الوضع القائم بالمسجد الأقصى، مستغلة أزمة فيروس “كورونا” المستجد.
وأشارت في هذا الصدد إلى قيام سلطات الاحتلال بفرض إغلاق كامل على جميع أبواب المسجد، مع إبقاء بابي “الأسباط” و”السلسلة” فقط مفتوحين.
وأوضحت أن كلا البابين يتمركز في محيطهما شرطة الاحتلال بصورة مكثفة، مبينة أن “باب الأسباط يفتح على ساحة الغزالي المحاطة بنقاط عدة للشرطة، وباب السلسلة يفتح على مخفر المدرسة التنكزية مباشرة”.
وذكرت المصادر ذاتها، أن إغلاق أبواب المسجد الأقصى، يعني عمليا عزل مقر دائرة الأوقاف، الموجود في المدرسة المنجكية في الجزء الشمالي من الرواق الغربي للأقصى، موضحة أن المقر بعيد عن الأبواب التي بقيت مفتوحة.
وأشارت إلى أن موظفي دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، يعملون داخل الأقصى، لكن الباب الذي يربط مقرهم بالمسجد، بات مغلقا، وهو باب “المجلس”، حيث وصفتها تلك المصادر بأنها “خطوة غير مسبوقة” من قبل قوات الاحتلال الصهيوني.
وبينّت أن “إغلاق باب المجلس في وجه موظفي الأوقاف سابقة تاريخية خطيرة، لكون هذا الباب سمي باسم باب المجلس نسبة إلى المجلس الإسلامي الأعلى الذي اتخذ من المدرسة المنجكية مقرا له في ثلاثينيات القرن العشرين”.
ورأت أن هذه الخطوة تشكل “أول مناورة صهيونية لعزل دائرة الأوقاف الإسلامية عن المسجد الأقصى، وهي الدائرة المسؤولة عن المسجد وإدارته وصيانته وإعماره”.
وفي ما يتعلق بإجراءات الدخول والخروج من الأقصى، أوضحت المصادر المقدسية أن شرطة الاحتلال المتواجدة على بابي الأسباط والسلسلة، تطلب بطاقة الهوية، للتأكد من أن الداخلين للمسجد هم من موظفي دائرة الأوقاف.
وكشفت الموقع الإخباري في هذا الصدد، أن دائرة الأوقاف قامت وتحت ضغط الاحتلال، بتزويد الشرطة الصهيونية، بقائمة شاملة بالموظفين وأماكن عملهم الرسمية وطبيعة مهامهم.
واعتبرت المصادر المقدسية أن “هذه الخطوة تكمن خطورتها في تحول مكانة موظفي الأوقاف الإسلامية، إلى ضيوف داخل الأقصى، بمعنى من يتحكم بقرار الدخول والخروج هم شرطة الاحتلال، وهو أمر لم يحصل منذ احتلال الأقصى عام 1967”.