حازم عياد
ما بعد هزيمة الجنرال خليفة حفتر في غريان سلسلة متتابعة ومتوقعة من الهزائم غرب ليبيا؛ تبدأ بـ( ترهونة) وصولا الى (الجفرة) جنوبا بالقرب من الحدود التونسية الجزائرية.ما بعد هزيمة الجنرال في غريان تفكك وانهيار جبهته بالكامل جنوب العاصمة طرابلس وانتقال المعارك وحالات التمرد والتفكك الى بنغازي وطبرق والكفرة؛ والاهم من ذلك (اجدابيا) مسقط رأس الجنرال حفتر.
ما بعد غريان بات امرا محرجا لحلفاء الجنرال وشركائه في الاقليم خصوصا فرنسا التي ألقت بثقلها خلفه؛ كما ان فيها قدرا من الحرج لروسيا التي تحمست لهجومه المباغت على العاصمة طرابلس؛ هزيمة دفعت مسؤولا في وزارة الدفاع الامريكية للحديث عن امكانية البدء بتحقيق حول وجود اسلحة امريكية متطورة مضادة للدروع من نوع (Javelin) في معسكرات حفتر بيعت لدول خليجية؛ فالأمر محرج جدا للادارة الامريكية التي خسرت معركتها قبل اسبوعين مع مجلس النواب الامريكي لحظر بيع السلاح للسعودية والامارات العربية.
ما بعد غريان سيكون له ارتدادات قوية في مصر التي استقبلت الجنرال اكثر من مرة في القاهرة؛ ما بعد غريان ستتباين تداعياته وارتداداته في تونس والجزائر ومالي وتشاد والسودان؛ فهزيمة حفتر زلزال اقليمي يصعب القبول به على الارجح من قبل فرنسا ومصر وعدد من الدول الخليجية التي تورطت في الصراع مهددا بإمكانية اطالة الصراع ما دام الحل السياسي غائبا.
رغم صعوبة القبول بهزيمة الجنرال حفتر؛ الا ان هزيمته باتت حتمية فمعسكره يتفكك وقواته منهكة وحلفاؤه الاقليميون يعانون من التشتت السياسي والامني؛ والاهم من ذلك ان حفتر يفتقد الى الشرعية والمرجعية السياسية المستقرة فعلاقته مع برلمان طبرق يشوبها التوتر وانعدام الثقة ومهددة بانقلابات تنزع عنه آخر قطرات الشرعية والغطاء السياسي المحلي.
ختاما.. ستتعايش القوى الاقليمية مع تراجع نفوذ الجنرال بشكل تدريجي؛ وستدفع هزيمة حفتر فرنسا للعودة الى حكومة الشرعية في طرابلس للحوار حفاظا على مصالحها المهددة في القارة الافريقية (منطقة الساحل والصحراء) فرهانها على حفتر بالنهاية كان مقامرة خاسرة على الارجح تنعكس على مصالحها في مالي وتشاد سلبا.