ما الذي يشغل بال مصر؟!

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : عبد الله المجالي

تكشف وثيقة بريطانية، نشرها موقع “بي بي سي”، أن وزارة الخارجية البريطانية توقعت في أوائل عقد الستينيات من القرن الماضي أن يضع الإثيوبيون مصر في موقف صعب للغاية “تحتاج إلى عون إلهي” لمواجهته.

الوثائق البريطانية تكشف أن جمال عبد الناصر كان يستخف بقدرة الإثيوبيين على حجز مياه النيل وراء سد كبير؛ لأن إثيوبيا لن تستطيع توفير المال اللازم لذلك من جهة، ولأنه كان يعتقد أن إثيوبيا ستتفكك بعد موت امبراطورها هيلاسيلاسي.

لكن أيَّا من تلك التقديرات لم تصمد؛ فلا إثيوبيا تفككت كما أنها استطاعت توفير المال اللازم لبناء سد، سيكون كارثة محققة على مصر. ولا أبلغ من توصيف الدبلوماسية البريطانية العريقة التي استشرفت الوضع الحالي منذ ستينيات القرن الماضي قائلة: “لو تبين خطأ المصريين في تقديراتهم لإثيوبيا، فستكون تلك نهايتهم”.

تواجه مصر الآن كارثة سد النهضة الإثيوبي، لكن أخطر ما فيه هو الشرعية التي اكتسبها السد من خلال توقيع السيسي والبشير على اتفاق مبادئ في عام 2015، وهو الاتفاق الذي سمح لإثيوبيا بجمع الأموال اللازمة لبناء السد.

آخر فرصة للمصريين سياسية للضغط على إثيوبيا كانت اللجوء إلى مجلس الأمن، لكنها كانت خطوة بلا معنى! إذ صفع مجلس الأمن المصريين وخَيب رجاءهم؛ حيث أعلن، الخميس، أنه لن يكون بمقدوره حل الخلاف حول سد “النهضة”، باعتباره “خارج نطاق” عمله.

يصر الإثيوبيون على الملء الثاني للسد، وهو ما سيحدث خلال شهر تموز الحالي وآب القادم، وإذا ما نجحت في ذلك، فإن مقولة الخارجية البريطانية ستحقق على أرض الواقع، وستحتاج مصر إلى عون إلهي لتجاوز الأزمة!!

ومع ذلك، فلدى مصر جهاز إعلامي يفوق في قوته كل أجهزة الدولة، وهو جهاز قادر على تحويل أنظار المصريين بعيدًا عن أي أزمة حقيقية!!!!

اكتب تعليقك على المقال :