ما الذي أتى بنتنياهو إلى عمّان؟

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : عبد الله المجالي

بشكل غير متوقع يأتي الإرهابي بنيامين نتنياهو لعمان، في أول زيارة له خارج الكيان منذ تشكيله للحكومة الأكثر يمينية وتطرفا وعدوانية وخطرا على الأردن في تاريخ الكيان الصهيوني.

نتنياهو لم يكن مرحبا به في عمان قبل سنوات حين كان رئيس لحكومة الاحتلال خصوصا بعد استقباله لحارس أمن السفارة الصهيونية في عبدون الذي قتل اثنين من الأردنيين في صيف 2017 وسمحت له الحكومة بمغادرة البلاد دون محاكمة، استقبال الأبطال، ووصلت العلاقات المتأزمة مع نتنياهو في ذروة الحديث عن صفقة القرن ومخططاته لضم الأغوار للكيان، ومحاولاته التلاعب بالوصاية الهاشمية على القدس وعزل الأردن في ظل إدارة دونالد ترامب.

نتنياهو الآن يترأس حكومة تضم وزراء متطرفين لا يخفون مخططاتهم العدوانية تجاه الحرم القدسي الشريف، وهم لا يرون بلا مواربة أو لغة دبلوماسية أن السيادة المطلقة على الحرم القدسي هي لدولة الكيان وليس لأي جهة أخرى، وهم يسعون لتأكيد هذا وشرعنته.

تسببت حكومة نتنياهو المتطرفة التي لم يتجاوز عمرها الشهر بأزمتين عميقتين للأردن؛ اقتحام الوزير المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى المبارك، وإهانة السفير الأردني لدى الكيان واعتراض شرطي احتلالي لطريقه بصورة مهينة ومستفزة لدى زيارته المسجد الأقصى.

وربما يعكس بيان الطرفين الهوة التي لا زالت موجودة، رغم أن لقاءات كهذه لا تأتي صدفة وإنما وفق ترتيبات مسبقة، أحيانا تنخرط فيها جهات ثالثة.

وففيما ركز البيان الأردني على تشديد الملك على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك وعدم المساس به، وضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، وتأكيد “موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين.

تجاهل بيان مكتب الإرهابي نتنياهو كل هذا وقال إن “الزعيمين ناقشا القضايا الإقليمية، مؤكدين التعاون الاستراتيجي والأمني والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يساهم في استقرار المنطقة”، وأن “الطرفين باركا الصداقة والشراكة الطويلة الأمد بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية”.

الإرهابي نتنياهو خبير في استغلال المواقف، وله سوابق في ذلك، وربما يستغل ذلك في الترويج لمزيد من التطبيع مع الدول العربية والإسلامية وتبديد مخاوفها تجاه مخططات حكومته اليمينية تجاه الحرم القدسي والضفة الغربية المحتلة.

في المجمل فإن اللقاء ربما يأتي في سياق تبديد المخاوف وتوضيح المواقف وترسيم العلاقة المقبلة، لكن هل يمكن التعويل عليه؟ هذا ما سنراه في الأيام القادمة؟

اكتب تعليقك على المقال :