لم تعد زيارات المسؤولين الصهاينة للأردن تثير الكثير من الاستغراب أو الاستنكار! وللأسف فقد باتت الملفات المشتركة التي تحتاج إلى بحث ونقاش كثيفة!
رئيس وزراء الكيان الصهيوني يائير لابيد حل في عمّان أمس، وهو ثالث رئيس وزراء للعدو خلال فترة بسيطة بعد بنيامين نتنياهو ونفتالي بينيت، حيث يعاني الكيان من انقسامات سياسية عميقة جدا لم يعهدها في تاريخه، أجبرته حتى الآن على إجراء أربعة انتخابات للكنيست، لكنها كلها فشلت في إيصال تكتل قادر على تشكيل حكومة وحده، وهو في طريقه للانتخابات الخامسة في تشرين الثاني القادم، ما يعني أن فترة رئاسة لابيد للحكومة لن تستغرق أكثر من خمسة أشهر فقط، ما يعني في الوصف الأمريكي أنه “بطة عرجاء” لا يمكنه عمل شيء أو التعهد بشيء، وعينه فقط على الانتخابات القادمة وما يهم الناخب الصهيوني.
رغم ذلك فهناك من يرى أن محطة عمّان يمكن أن تكون مفيدة لرؤساء الأحزاب الصهيونية في الانتخابات شريطة أن تبحث في ملف تعزيز العلاقة مع الأردن، دون تقديم أي تنازل فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية أو القدس.
في المقابل فإن الأردن يصر دائما على أن تكون القضية الفلسطينية والقدس على رأس جدول الأعمال إلى جانب ملف العلاقات والتعاون.
ولذلك فقد أكد الملك خلال لقائه لابيد أمس ضرورة “إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حل الدولتين، وتعزيز الأمن والاستقرار، والتنمية الإقليمية التي لا بد أن يكون الفلسطينيون جزءا منها”.
كما أشار الملك “إلى أهمية البناء على زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة”.
وشدد على “ضرورة الحفاظ على التهدئة الشاملة في الفترة المقبلة، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية”، وفق الخبر الذي بثه الديوان الملكي ونشرته وسائل الإعلام المحلية.
أما فيما يتعلق بملف العلاقات مع الكيان، اقتصر الخبر على القول إن اللقاء “تناول قضايا النقل والتجارة والمياه والطاقة وسبل التعامل معها”، دون تفصيل.
من جهته قال بيان صادر عن مكتب لابيد إن “لابيد زار عمّان بدعوة من الملك عبد الله”.
وجرى خلال اللقاء التباحث في “الفرص الكثيرة لإضافة مضامين أخرى لاتفاقية السلام، وتحسين العلاقة الطويلة بين الشعبين وتعزيز المشتركة للدولتين”، وفق البيان.
وتابع البيان أن “الزعيمين شددا خلال لقائهما على أهمية العلاقة الشخصية الوثيقة والتقدير المتبادل بينهما، كعامل هام للحفاظ على الاستقرار الإقليمي وتقديم إنجازات حقيقية للشعبين والمنطقة كلها”.
كذلك تباحثا في زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى المنطقة، وفي “الإمكانيات والفرص التي جلبتها زيارة بايدن وبضمن ذلك كل ما يتعلق بهندسة الإقليم”.
وأضاف البيان أن الملك ولابيد بحثا في مشاريع ثنائية، بينها إقامة منشآت للطاقة الشمسية في الأردن ومنشآت تحلية مياه في إسرائيل، ومشاريع سياحية مشتركة في خليج إيلات – العقبة، والأمن الغذائي والزراعة والمواصلات.
لكن وكعادة الكيان فإنه لا يترك “المركب يسير” كما يقولون، فقد قالت هيئة البث الصهيونية الرسمية إن لابيد رفض طلبًا للملك بالسماح بإدخال نسخة تاريخية من المصحف تحتفظ بها العائلة الهاشمية إلى المسجد الأقصى. وزادت أن ذات الطلب كان قد عرض على رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت الذي رفض الطلب بشدة.
لكن قناة “المملكة” نفت ذلك على لسان مصدر وصفته بالمطلع الذي وصف الخبر الذي أذاعته هيئة البث الإسرائيلية مفبرك ولا أساس له من الصحة، مشيرا إلى أن المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف مليء بالمصاحف التي تقوم على تأمينها إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية.