مؤشرات الانتقال من الاحتجاج الناعم إلى الخشن

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

رئيس اللجنة الصحية في المركز الوطني لحقوق الانسان ابراهيم البدور انضم الى رئيس جمعية رجال الاعمال الاردنيين حمدي الطباع يوم امس السبت بالدعوة الى تقليص ساعات الحظر الجزئي، وإلغاء حظر يوم الجمعة، لتلتقي مواقف رجال الاعمال مع مواقف المؤسسات الحقوقية في الاردن وعلى رأسها المركز الوطني لحقوق الانسان في احتجاج ناعم يزاد صخبًا بين الحين والآخر.

رغم تنافس القطاعات والغرف التجارية والصناعية وتضارب مطالبها في كثير من الأحيان، إلا أنها جميعًا متفقة على ضرورة تخفيض ساعات الحظر وايقاف الحظر الشامل يوم الجمعة. دعوات لا تكاد تتوقف او تتراجع حتى تعود وبقوة؛ فإعلان رئيس الوزراء بشر الخصاونة أن الإجراءات المتبعة لن تتم مراجعتها او اعادة النظر فيها قبل مضي يوم 30 كانون الثاني الحالي لم تمنع الفعاليات الاقتصادية والتجارية من التعبير عن آرائها.

ورغم الإعلانات المتكررة عن حزم مساعدات للفئات الاكثر تضرر أكدتها وزيرة التجارة مها علي اليوم في اثناء جلسة حوارية افتراضية مع جمعية رجال الاعمال بقيمة 320 مليون دينار، إلا أن هذه الإعلانات المتكررة من قبل وزراء ومسؤولين حكوميين لم تطفئ هواجس رجال الاعمال واصحاب المصالح، ولم تدفع شبح البطالة بعيدًا.

فوزير العمل معن القطامين الاسبوع الماضي قدم تصريحات مماثلة لم تكبح جماح القلق او توقف عمليات التصفية والإغلاق لمزيد من الاعمال، وعمليات التسريح لمزيد من الموظفين. عملياتٌ طالت العديد من البنوك مؤخرا التي استغنت عن عدد كبير من موظفيها في ظل إقرار بارتفاع نسبة الديون المتعثرة لهذا العام بمقدار نصف نقطة لتصل الى 5.5% عن العام الماضي 2019؛ فالبنوك تتخذ إجراءات صارمة منذ بداية العام حدت بشكل كبير من الديون المتعثرة بتضييق دائرة الإقراض، والآن تعمل على تسريح العاملين فيها.

وبعد مرور ما يقارب العام على تفشي الوباء عالميًّا، ومرور ثمانية أشهر على تفشي الوباء في الأردن، فإن خطة التعافي ما زالت غير واضحة المعالم، وغيابها يعني الانفتاح على سيناريوهات الاقتراض والمديونية، والخضوع لضغوط الدول الممولة، لكنَّ الأهم هو إمكانية مواجهة الحكومة والبرلمان الحالي لمزيد من حالات التذمر والاحتجاج التي بدأت تطفو على السطح، وكان أبرزها خلال الاسبوع الفائت موقف نقابة المحامين من قانون الدفاع 21.

الاحتجاج الناعم الذي نسمعه بين الحين والآخر من العاملين في مختلف القطاعات، ومن الصناعيين والتجار باتت أكثر خشونة هذه الأيام، ويُتوقع أن يزداد خشونة في التعبير، وما سمعناه من نقابة المحامين ما هو إلا بداية والله اعلم تحتاج إلى تأمل؛ فأصوات الاحتجاج الخافتة تزداد صخبًا وعلوًّا بمرور الوقت؛ ما يُحْوِجنا إلى خطة تعاف تعمل على تفكيك الأزمة قبل تبلورها ككرة ثلج متدحرجة، خصوصًا إذا امتد الضجر والصخب نحو القطاعات الأقل تنظيمًا، والأكثر تضررًا من العامة.

اكتب تعليقك على المقال :