رغم التحذيرات والمناشدات بعدم إطلاق الأعيرة النارية وعدم إغلاق الطرقات بالمواكب وعدم إزعاج الجيران إلا أن البعض يصر على هذه الممارسات وكأنه يعاند أو يريد أن يقول لنا: أنا فوق القانون، أنا لا اكترث بصحة وحياة ومصلحة أي مواطن آخر، أنا ومن بعدي الطوفان، أو كما قال أبو فراس الحمداني: إذا مت ظمآن فلا نزل القطر.
ما الذي كان فكر به الشخص الذي أطلق النار في محافظة جرش بعد أن تسبب في إصابة طفلة تبلغ ثماني سنوات من العمر إثر إصابتها بعيار ناري طائش في منطقة الرأس أثناء وجودها داخل منزل ذويها، وما زالت قيد العلاج بحالة صحية سيئة.
رجال الأمن تمكنوا من ضبط مطلق النار الذي كان يحتفل بالثانوية العامة حيث ألقى القبض عليه وضبط بحوزته السلاح الناري المستخدم وذلك بعد جمع المعلومات وحصر المناسبات والاحتفالات في محيط منزل الطفلة .
شخص متهور وغير مسؤول تسبب في كارثة صحية لطفلة لا علاقة لها بأفراحه ولا شأن لها بالتوجيهي، أطلق الرصاص وهو يعرف أنها ستسقط من جديد إلى الأرض وتصيب شخصا ما أو سيارة متوقفة أو سيارة مارة بالطريق، أو تلحق ضررا بمحل تجاري وما شابه ذلك.
لا تعرف ما الذي كان يفكر به بعد أن دمر حياته وحياة طفلة بريئة ندعو الله عز وجل لها بالشفاء العاجل، وحول فرحة طالب توجيهي إلى كارثة إنسانية.
ورغم أن مديرية الأمن العام أعلنت أنها تقوم برقابة مشددة لرصد مرتكبي إطلاق العيارات النارية وإلقاء القبض عليهم، واتخاذ الإجراءات المشددة بحق المركبات المخالفة احتفالاً بإعلان نتائج الثانوية العامة إلا أن البعض كان يصر على التحدي بطريقة مستفزة بلا إحساس بالأخرين.
ففي أقل من يوم أوقف 37 شخصا من مرتكبي إطلاق العيارات النارية، وضبطت 38 سلاحا حتى صباح اليوم .كما تم تحرير 3214 مخالفة، منها 1047 مخالفة بسبب المسير على شكل مواكب معيقة للسير، و88 مخالفة القيادة بصورة متهورة و2079 مخالفة أخرى مرتبطة بالاحتفالات.
وهذا رقم كبير خصوصا إذا علمنا أن الكثير من الحالات لم يتم ضبطها لأسباب فنية عديدة من بينها صعوبة رصدة هذه الحالات وعدم التبليغ عنها من قبل المواطنين.
أي مواطن يشاهد هذه التجاوزات ولا يبلغ عنها فهو شريك فيها شاء أم أبى، وعليه أن يتحمل تأنيب الضمير فهو مثل الشاهد الساكت عن الحق.