حين يدعو زعيم أكبر دولة عربية في ذكرى حرب أكتوبر(تشرين) إلى التطبيع مع الاحتلال دون أن يذكر فلسطين وشعبها بكلمة، فلا ينبغي للفريق عبد الرحيم حمدان دقلو “حميدتي” أن يزور دولة الاحتلال على رأس وفد عسكري ويتكتم على ذلك.
فلا معنى للسرية طالما أن المجلس العسكري الحاكم انضم إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال مقابل رفع اسمه عن “قائمة واشنطن السوداء”.
الأنباء تقول إن وفدا عسكريا سودانيا بقيادة الفريق “حميدتي”، زار “إسرائيل” سرا.
وبحسب صحيفة “السوداني”، ضم الوفد قائد قوات الدعم السريع “حميدتي”، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ.
ولم توضح الصحيفة أي تفاصيل أخرى بشأن الزيارة، فيما لم تنفي أو تؤكد السلطات في الخرطوم ما أوردته.
ورغم أن السودان انضم إلى اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال (ضمت البحرين والإمارات)، لكنها لم تشارك في احتفال مرور عام على الاتفاقيات الشهر الماضي مثل الإمارات والبحرين.
وكانت وسائل إعلام سودانية ذكرت أن السودان سيوقع اتفاقا رسميا لتطبيع العلاقات مع الاحتلال خلال تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في واشنطن.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، أفاد موقع “ويللا” العبري بأن أوساطا حكومية في السودان غاضبة من زيارات استخبارات الاحتلال الإسرائيلي لـ”حميدتي”، والاتصالات الخاصة بين الجانبين.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن البيانات حول مواقع تتبع الطائرات أظهرت أن طائرة استخدمها رئيس “الموساد” السابق يوسي كوهين قد هبطت عدة مرات في الأراضي السودانية، وكان على متنها مسؤولون كبار في الجهاز، حضروا لقاءات مع رجال حميدتي.
وأوضحت أن “حميدتي” ومنذ بدء عملية التطبيع حاول البحث عن قنوات اتصال مع الاحتلال، قد التقى مع كبار مسؤولي الموساد في أب/ أغسطس 2020، مما دفع برهان لأن يشتكي من ذلك عدة مرات خلال فترة بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء”.
وأوضح موقع “ويللا” العبري أن حميدتي الذي يسيطر على العديد من موارد السودان، ويعتبر من أغنى أغنيائها، وتعمل ميليشياته بشكل مستقل، ولا تخضع للجيش أو الحكومة، وذو أجندة مستقلة، متجاوزا برهان وحمدوك.
وبحسب وسائل إعلام عبرية فإن السودان حتى الآن لم يوقع اتفاقا رسميا لإقامة علاقات دبلوماسية ما الاحتلال، لكن تل أبيب صاغت مسودة اتفاق، ونقلتها إلى الخرطوم قبل بضعة أشهر، لكن السودانيين لم يستجيبوا، لأنهم يريدون من إدارة بايدن أن تتبنى عملية التطبيع وأن ترعى توقيع الاتفاق بينهما.
ويعد حميدتي الرجل الثاني في مجلس السيادة الانتقالي بعد الرئيس عبد الفتاح البرهان، لكن بوادر خلافات بينهما ظهرت مؤخرا وسط توتر بين قوات الدعم السريع والجيش. كما أن الإسرائيليين يتجاهلون السلطة المدنية في الخرطوم ويفضلون التعامل مع العسكر وتحديدا “حميدتي”.