كشفت أزمة وباء “كوفيد19” النقاب عن خبايا كثيرة كانت مستترة بورقة التوت وربما بورقة شجر أصغر حجما.
فيروس كورنا أكد حقيقة جديدة في علم السياسة والاجتماع، وهي أن القيادة الناجحة والفاعلة والشغوفة بإيجاد الحلول الذكية ستنتصر في النهاية على المرض، سواء كانت دولا غنية أم فقيرة.
ثمة دول ديمقراطية وكبرى فشلت في مواجهة “كوفيد19” من بينها بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ودول ديمقراطية أخرى نجحت مثل سنغافورة ونيوزيلندا وألمانيا.
ثمة حقيقة أخرى كشفها “كوفيد19” وهي أن القيادات الشعبوية والحكومات التي قامت على فكر إقصائي وكراهية الأجانب والتطرف وتجهل العامل الأخلاقي في العلاقات الدولية فشلت تماما مثل الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والهند .
بينما هناك دول أخرى لا تصنف كدول ديمقراطية مثل الصين نجحت في محاصرة المرض وتحجيمه بشكل كبير وبسرعة فائقة.
كانت إحدى إيجابيات هذا الفيروس المدمر للحياة بجميع تفاصيلها والماكر الذي يصر حتى اللحظة على المكوث بيننا أطول مدة ممكنة، أنه أعلن عن نهاية الشعوبية وسقوط رموزها أو قرب سقوطهم، ويبدو أن صرح الشعبوية الذي بني على الخيال والفراغ يوشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة وينهار كليًّا.
وبعد سقوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستنهار قلعة الشعبوية التي بنيت من الرمال وسيكون هناك تغيير كبير في شكل الحكومات في العالم وبشكل خاص في أوروبا وأمريكا اللاتينية.
لماذا فشلت الشعوبية أمام “كوفيد19″؟ لأنها تعاملت باستخفاف واستهتار وعجرفة مع حقيقة المرض، وبدلًا من وضع التدابير الحاسمة والمبكرة لوقف تقدم الوباء، عمدت إلى التشكيك بالمرض وإلى الإيمان الزائف وبأن الوقاية من المرض تتناقض مع الإيمان.
سقط الملايين من البشير بين ميت أو مصاب بسبب عجرفة وتضليل القادة الشعبويين في جميع أنحاء العالم لأنهم افتقدوا إلى روح وأخلاقيات القيادة.
أمضوا سنوات حكمهم وهم يديرون معارك العبث من شاكلة: لماذا الوقوف عند الإشارة الضوئية الحمراء في منتصف الليل والشوارع فارغة من المارة والسيارات؟ أي جنون هذا الذي يشع حياة الملايين أمام الأسئلة الغبية والحمقاء التي كلفت حياة الكثيرين ومصالح وأرزاق الملايين.