ما جرى في مسيرة الأعلام الصهيونية في القدس قبل عدة أيام من شتائم بذيئة ووقحة بحق الرسول الكريم رسول الإنسانية جمعاء وخاتم الأنبياء؛ كشف لنا مدى سقوط الحكومات العربية وخشيتها من هذا الكيان المصطنع الذي يضم مجموعة من اللصوص والأوغاد.
فقد التزمت هذه الحكومات الصمت ولم تظهر أية غيرة على نبينا محمد خير البشر وحبيب الرحمن، بل أنها أمعنت أكثر في التطبيع وزيادة جرعة الوقاحة في الانحناء أمام عدو استباح كل مقدسات المسلمين ولم يترك زاوية واحدة في هذا الدين الكريم إلا ودنسها.
بدءاً بتحويل المساجد إلى خمارات ومطاعم وسوبر ماركت، وتمزيق وحرق والدوس على القرآن الكريم، ومضياً في طريقه بإحراق المسجد الأقصى، ثم تدنيس المسجد الأقصى على مدى 54 عاما وحتى اللحظة، واكتمل المشهد بشتم النبي العربي من قبل حثالة وزعران وزنادقة.
هذا العداء للنبي الكريم ليس وليد لحظته بالطبع فهو متجذر فيهم وجزء من مورثهم الثقافي والتاريخي وشخصيتهم الغادرة التي تتقن صناعة المكائد والتي كان أبرزها في تاريخنا العربي محاولاتهم المستمرة لإيقاع الفتنة بين الأوس والخزرج ومحاولاتهم المستمرة في تأليب القبائل على إيذاء الرسول.
منذ أن بعث الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد بدين الإسلام واليهود يكيدون لهذا الدين ولنبيه، مع أنهم يعرفون أنه رسول الله، ولديهم الأدلة على ذلك، كما ذكر الله عنهم أنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ومع ذلك كله جحدوا نبوته وأنكروها، وحاولوا النيل من النبي صلى الله عليه وسلم، فحاولوا قتله، وسحروه، ووضعوا له السم وغيرها من جرائم وخسة.
ولم يتوقفوا عن الكيد للمسلمين ولدينهم، وواصلوا ذلك على مدى المائة عام الأخيرة، وقبل أيام أكد أحفادهم هذه الحقيقة، فلا شيء يوجعهم مثل ذكر الرسول الكريم فهو الأسوة الحسنة والقدوة العظمى وعلى خلق عظيم، كما أن الله وملائكته يصلون على النبي وخاتم الأنبياء والمرسلين وأفضلهم وخيرهم عند الله عز وجل.
صمت الحكام والحكومات يثير الشك بأن استقرار أنظمتهم وبقاء مصالحهم مع العدو ربما يكون أولوية على غيرها من الأمور، حتى وأن كان المس برسولنا العظيم.