لا لصفقة تبادل أسرى تحت ضغط جائحة كورونا

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : فايز أبو شمالة

تستغل (إسرائيل) جائحة كورونا التي تفشت وسط سكان قطاع غزة، وراحت تشترط على المقاومة إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين الأسرى مقابل تقديم مساعدات إنسانية، ويتداول الإعلام الإسرائيلي أن حكومتهم نقلت مؤخرًا لحماس، عبر الوسيط المصري مقترحًا جديدًا بشأن صفقة التبادل، يتضمن الإفراج عن أسرى أحياء تحددهم (إسرائيل)، ومساعدات طبية لمواجه كورونا بغزة، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الموجودين في غزة.

وإن كانت غزة بحاجة لمساعدات إنسانية، وإن كانت غزة بحاجة إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد مقابل فك الحصار، إلا أن حاجة غزة أشد إلى تحرير أسراها، وبعث الأمل في نفوس احدودب مصيرها خلف القضبان، وذبح أحلامهم الإهمال والنسيان.

ستحاول (إسرائيل) في هذه المرحلة استثمار البعد الإنساني لأهل غزة في تحقيق مكاسب سياسية، وتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية تفاقم الحالة الصحية لأهالي غزة، لذلك جاء الطعم الإسرائيلي عن استعدادها لمساعدة سكان قطاع غزة إذا هم ساعدوا أنفسهم، وأن (إسرائيل) التي أرسلت الوفد المصري للوصول إلى صفقة تبادل، ستلجأ إلى إرسال وفود تفاوضية أخرى، في محاولة خبيثة للربط بين الإنساني والسياسي، وعلى مثل هذه المناورات فإن رد المقاومة هو رفض الربط بين الإنساني والسياسي، مع إبداء الاستعداد لتنفيذ صفقة تبادل أسرى فورًا، ولكن بالشروط الفلسطينية، وعلى نمط صفقة وفاء الأحرار.

وفي هذا المقام لا بد من التذكير أن (إسرائيل) ليست في وضع يسمح لحكومتها بتنفيذ صفقة تبادل أسرى في هذه المرحلة، ولا بد من التذكير أن كل الوعود الإسرائيلية بتحسين أحوال سكان غزة زائفة وزائلة، وقد تعلن (إسرائيل) نيتها فتح المعابر، ورفع الحصار، وفتح الميناء، والموافقة على المطار، وكما عودتنا (إسرائيل)، فمجرد عودة جنودها الأسرى، ستعود الأوضاع إلى ما كانت عليه، فقد تعهدت (إسرائيل) بإطلاق سلاح الأسرى في صفقة وفاء الأحرار، ثم عادت واعتقلتهم ثانية رغم وجود وسيط مصري وآخر ألماني، وقد تعهدت (إسرائيل) بعودة مبعدي كنيسة المهد بعد عدة أسابيع سنة 2002، اليوم يمر على إبعادهم أكثر من سبعة عشر عامًا، ولم يعد منهم أحد، وقد تعهدت (إسرائيل) بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين على ثلاث دفعات ضمن اتفاق مع السلطة سنة 2013، وقد أفرجت (إسرائيل) عن الدفعة الأولى من الأحكام الخفيفة، وعن الدفعة الثانية الخفيفة، ولم يتم الإفراج عن الدفعة الثالثة حتى يومنا هذا.

على المقاومة الفلسطينية ألا تثق بالوعود الإسرائيلية، وأن تتمسك بصفقة أسرى بشروط فلسطينية لا بشروط إسرائيلية، صفقة أسرى تتضمن إطلاق سراح مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، ونائل البرغوثي وماهر يونس، وكريم يونس ووليد دقة وحسن سلامة، وعباس السيد وغيرهم، وهذا ما تتوقعه الشعوب العربية قبل الشعب الفلسطيني من رجال المقاومة، فغزة التي ضحت بالغالي والنفيس، وقدمت الدماء، وجاعت وتعبت وسهرت ومرضت كي تحقق صفقة وفاء الأحرار، غزة على استعداد للموت بجائحة كورونا ألف مرة، وغزة على استعداد للموت جوعًا، ولكن غزة ليست مستعدة لأن تسلم شرفها، وتبيع مستقبلها، وتخون أسراها، وتهدم تاريخها، وتفرط بقيمتها الإنسانية، وذخرها الاستراتيجي الذي أحبه شباب الأمة.

الأسرى خلف القضبان وضعوا ثقتهم بقيادة غزة، وهي تحت الاختبار، وكما صمدت قبل سنوات مع صفقة وفاء الأحرار، عليها أن تصمد، وتصرخ بعالي الصوت أن شأن غزة الإنساني قضية المجتمع الدولي برمته، وستجبر (إسرائيل) على تقديم الدواء رغم أنفها، ستقدم الغذاء كارهة، ستوافق على تدفق الأموال القطرية صاغرة، فالصواريخ التي تطالب (إسرائيل) لجمها، هي نفسها العلاج الذي سيسهم في تقديم المصل الواقي من فيروس كورونا.

اكتب تعليقك على المقال :