انتقلت دول عديدة بشكل دراماتيكي من القول إن ارتداء القناع الطبي عديم الفائدة إلى التشديد على ضرورة ارتدائه عند الخروج لدرء خطر فيروس كورونا المستجد.
وبحسب مجلة “دير شبيغل “الألمانية، فقد حدث التغير في موقف العديد من المؤسسات الطبية في الدول الغربية بشأن قناع الوقاية خلال الأيام الماضية.
وجاء هذا التغير بعدما شهدت أرقام المصابين والوفيات بفيروس كورونا ارتفاعا، الأمر الذي ولّد غضبا بين الشعوب، إلى درجة أن البعض اتهم قادتهم بـ”الكذب عليهم” بشأن جدية الكمامة.
وهذا الأسبوع، دعا معهد روبرت كوخ الطبي المسؤول عن تقييم مخاطر الأمراض في ألمانيا، المواطنين هناك إلى ارتداء أقنعة منزلية الصنع.
وكان خبراء وأطباء في ألمانيا يقولون إن ارتداء الكمامة أو القناع الطبي أمر غير ضروري.
وفي تحول مماثل، قالت الأكاديمية الفرنسية للطب إن ارتداء القناع يجب أن يكون إلزاميا لأي شخص يغادر منزله في مرحلة الإغلاق العام.
وجاءت هذه التوصيات الجديدة، بعدما قالت مذيعة تلفزيونية إن تأكيد الحكومة على أن ارتداء الكمامة مفيد فقط لمقدمي الرعاية هو ” مجرد كذبة”.
وحث مسؤولو الصحة في فرنسا مرارا المواطنين هناك على عدم ارتداء الأقنعة، إلا إذا كانوا يعملون في مجال الصحة أو يعانون من الأعراض.
وتواجه فرنسا أزمة نقص المعدات الطبية من ضمنها ندرة أقنعة الوجه الطبية، الأمر الذي دفع البعض إلى ربطه بمسألة التقليل من أهمية الكمامة.
وجادل مسؤول فرنسي بأن أولئك الذين يرتدون الأقنعة، يعتقدون في كثير من الأحيان أن لديهم حماية كافية من الفيروس، ويغفلون بالتالي عن متطلبات النظافة الشخصية الأكثر أهمية مثل غسل اليدين بانتظام.
وأضاف “في فرنسا، كما في القارة الأوروبية، لا يوجد تقليد ارتداء القناع. تقليد ارتداء القناع في آسيا”.
وارتداء الأقنعة الطبية إلزامي بالفعل في دول مثل التشيك وسلوفينيا، في حين ينبغي على أي شخص ينوي دخول سوبر ماركت أو متجر طعام في النمسا ارتداء كمامة.
وفي الولايات المتحدة، دعا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مواطنيه إلى ارتداء الكمامات لدى خروجهم إلى الأماكن العامة.
ويمكن تفسير التغير في مواقف الدول الغربية خصوصا، بعد صدور دراسة جديدة قبل أيام أكدت أن عدوى كورونا يمكن أن تنتقل أيضا عبر التنفس.
وقالت الدراسة”لقد ثبُت أنّ التحدّث والأنشطة الصوتيّة الأخرى مثل الغناء، يُمكن أن تولّد جزيئات في الهواء”، مما يؤدي إلى انتقال الفيروس.