نشرت مجلة “سايكولوجي توداي” الأمريكية مقال رأي للكاتب جايمي غرومان، تحدث من خلاله عن كيفية التعامل مع ظاهرة عدم احترام الوقت، وتفادي حصول كل التعقيدات المنجرة عنها.
وقال الكاتب، في مقاله ترجمته “عربي21″، إن العديد من الأشخاص الذين يعترضونك في حياتك المهنية على وجه الخصوص يقومون بالتعدي على مساحتك الزمنية الخاصة، ويؤثرون على قدرتك على تنظيم وقتك من خلال ممارساتهم غير المسؤولة.
وذكر الكاتب أنه قد تنشأ في بعض الأحيان قضايا ملحة تقتضي اهتماما سريعا في العمل؛ لذلك يكون الحصول على المساعدة الفورية من الآخرين أمرا لا مفر منه. ومع ذلك، غالبا ما تكون المسائل الملحة التي تتطلب منا التخلي عن كل شيء والاستجابة لمطالب الآخرين المستعجلة، ناتجة ببساطة عن سوء التخطيط والإدارة السيئة.
مقاومة المتنمرين على الوقت
أشار الكاتب إلى أنه بناء على الموقف الذي تتواجد
فيه، قد تتمكن من القيام بشيء ما بشأن هذه الطلبات غير المعقولة، وتجنب الوقوع ضحية
للزملاء غير المنظمين أو الوقحين. بشكل أساسي، ينطوي هذا على الدفاع عن نفسك، ورفض
السماح لنفسك بالتعرّض للمضايقات. ومن جهته، ينصح وارن بافت بأن النجاح يعني في
بعض الأحيان الرفض، وهذا يتطلب بعض الشجاعة والثقة بالنفس.
وأورد الكاتب أنه خلال الوظائف المختلفة التي
زاولها حاول إظهار الاحترام للمساعدين الإداريين الذين يعمل معهم، من خلال منحهم
دائما الكثير من الوقت للعمل على أي شيء يحتاج للمساعدة فيه.
لكنهم دائما ما
يشتكون له بشأن المطالب المستعجلة التي يفرضها عليهم كبار الموظفين. فعلى سبيل
المثال، يصر الموظفون في الصباح على وجوب إنتاج العديد من النسخ قبل وقت الغداء.
ويتوقع هؤلاء الأشخاص من المساعدين الإداريين وضع كل ما يقومون به جانبا،
والاهتمام بالطلبات الجديدة.
في هذا السياق، حث الكاتب المساعدين الإداريين
دائما على رفض القيام بذلك، ونصحهم بإعلام زملائهم من الموظفين بضرورة بذل قصارى
جهدهم لتنفيذ جميع الطلبات الموكلة إليهم. كما نصحهم بذكر مقدار الوقت الذي
يحتاجون إليه لإتمام المهام المختلفة.
ضرورة احترامك لذاتك
أشار الكاتب إلى أن احترامك لذاتك من شأنه أن يعزز
احترام الآخرين لك. وكل فرد منا يحتاج إلى أن يكون متكيفا، ويفهم أن العمل في بعض
الأحيان يتطلب بذل جهد إضافي؛ لأنه يعدّ جزءا من عالم العمل. ولكن عندما تصبح
الطلبات غير معقولة وملحة يحق لك الرفض.
وأوضح الكاتب أنه من المنطقي التساؤل عن سبب الضغط
عليك لإنهاء العمل في موعد محدد، وما إذا كان التمديد فيه ممكنا. ومن المقبول
الإصرار على أن تحظى بقدر كاف من الوقت في معظم المهام الموكلة إليك. واعتمادا
على مدى المصداقية أو الوضع الذي تتمتع به في العمل، فمن المناسب تماما أن تقول
ببساطة إنه لا يمكنك تحديد مواعيد نهائية تُفرض عليك بشكل غير معقول. بعبارة أخرى،
إذا كنت لا تحترم ذاتك لن يحترمك الآخرون؛ لذلك تكون الخطوة الأولى في كسب احترام
الآخرين في كثير من الأحيان إظهار الاحترام لنفسك.
بناء مكان عمل مدني
وذكر الكاتب أن الأبحاث تظهر أن جهود التطوير
التنظيمي لجعل أماكن عملنا أكثر احتراما ومدنية يمكن أن تكون فعالة للغاية.
وتتمثل إحدى الخطوات الأولى في هذه العملية في تحديد السلوكيات المحترمة، التي نريد
أن تكون متوفرة في العمل. ومن أهم القواعد الممثلة لهذا السلوك المدني توفير قدر
كاف من الوقت للموظفين للعمل على المهام والمشاريع؛ حتى لا يتعرضوا للتوتر أو الضغط
غير الضروري، ويلعب هذا دورا في خلق ثقافة جديدة تقوم على المساواة وتقدير وقت
الآخرين.
وأفاد الكاتب بأنه بناء على دورك أو منصبك أو
فترة عملك في منظمة ما، فأنت في بعض الأحيان مجبر على أن تعالج الأمور الملحة التي
يفرضها عليك المتنمرون على الوقت. لكن نأمل أن تكون بمثابة قدوة للآخرين حول كيفية
إدارة وقتك ووقت الآخرين بشكل احترافي، فالوقت ثمين، وينبغي عدم هدره في الأمور
العاجلة غير الضرورية.