نشرت مجلة “موي نيغوثيوس إي إيكونوميا” الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن أسرار نجاح شركة “أمازون” الأمريكية، التي أصبحت واحدة من أغنى الشركات في العالم، وحققت نموا قياسيا في إيراداتها خلال السنوات الأخيرة، بعد أن انتقلت من منصة لبيع الكتب نحو تقديم تشكيلة متنوعة من الخدمات المتطورة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن أغلب الناس على الأرجح خلال فترة الأعياد سوف يقومون بشراء منتج واحد على الأقل من أكبر منصة للبيع عبر الإنترنت، وهي “أمازون”.
وأضافت أن البيانات المتعلقة بهذه الشركة تشير إلى أن أرقام مبيعاتها تشهد نموا سريعا، وخلال السنوات القليلة الأخيرة لم تكن هنالك أي شركة أخرى قادرة على مجاراة هذا العملاق العالمي الجديد.
مصادر دخل متنوعة
أشارت المجلة إلى أن البعض قد يتفاجؤون عندما يعرفون أن خدمة البيع عبر الإنترنت التي تقدمها “أمازون”، تشهد تراجعا في أهميتها ومداخيلها؛ لذلك فإن هذه الشركة التي أسسها جيف بيزوس أغنى رجل في العالم، باتت تتجه نحو مصادر أخرى للدخل.
وذكرت المجلة أنه في العام 2019، بلغت أرباح “أمازون” من خدمات الاشتراك 19.2 مليار دولار. هذه الخدمات تتضمن “أمازون برايم”، التي تضم بحسب بيانات الشركة 150 مليون عميل في أنحاء العالم مع نهاية 2019. هنالك أيضا خدمات “أمازون ويب”، وهي خدمة استضافة للحوسبة، بلغت مبيعاتها 35 مليون دولار خلال العام نفسه. وخلال السنة الماضية، حصدت الشركة دخلا صافيا بقيمة 280 مليار دولار.
وتقول المجلة إن “أمازون” هي بلا شك واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العام، وهي تركز على الأنشطة الرقمية والبيع على شبكة الإنترنت. وفي 2018، شهدت مداخيل الشركة ارتفاعا بنسبة 31 بالمائة، فيما حقق منافسها العملاق الآخر “غوغل” ارتفاعا بنسبة 20 بالمائة فقط خلال الفترة ذاتها.
وتأتي معظم مبيعات “أمازون” من أنشطتها في الولايات المتحدة التي حققت لها 141 مليار دولار من الأرباح في 2018. وبعد السوق الأمريكية، فإن أهم الدول التي تنشط فيها شركة جيف بيزوس هي ألمانيا والمملكة المتحدة.
أما خدمة تخزين البيانات التي تقدمها، فهي واحدة من أسرع الأنشطة التجارية نموا في الشركة. وخلال ست سنوات فقط، ارتفعت مداخيل “أمازون” من هذه الخدمة من 4 مليار دولار في 2014، إلى 35 مليار دولار في 2019.
أما خدمات”أمازون ويب”، فهي تتمثل في الحوسبة السحابية التي تقدمها أمازون للأفراد والشركات والحكومات، مع تشكيلة متنوعة من خيارات الحوسبة والشبكات والتخزين الرقمي وقواعد البيانات والتحليل والتطبيقات التي تعمل على الإنترنت.
وتؤكد المجلة أن هذا النشاط هو الأكثر تحقيقا للأرباح بالنسبة للشركة. تمثل خدمات الويب 13 بالمائة فقط من مبيعات “أمازون”، لكنها توفر 62 بالمائة من أرباح الشركة.
وخلال السنوات الأخيرة شكلت الحوسبة السحابية واحدة من أهم الخدمات التي ساعدت “أمازون” على النمو. فقد تضاعف هذا النشاط ثمانية مرات، وهو ما سمح لها بمضاعفة أرباحها بسرعة قياسية.
أرباح بقيمة 100 مليار دولار
تقول المجلة؛ إن “أمازون” خسرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 عقدا بقيمة 10 مليار دولار لتقديم خدمات للبنتاغون، وقد فازت به منافستها شركة مايكروسوفت. واتهم بيزوس الرئيس دونالد ترامب بممارسة ضغوط لحرمان شركته من الظفر بالصفقة، وذلك بسبب الخلافات بينهما.
ولكن، رغم خسارة تلك الصفقة، فإن خدمات أمازون للويب تبقى المهيمنة على السوق. وبحسب مجموعة “سينرجي” للأبحاث، فإن “أمازون” حصدت 33 بالمائة من المبيعات في هذا السوق خلال الربع الأخير من 2019، وهو ما يفوق نصيب ثلاثة من أبرز منافسيها مجتمعين.
خلال الربع الأخير من 2019، حققت خدمات الحوسبة السحابية لـ”أمازون” على مستوى في العالم أرباحا بقيمة 27 مليار دولار ليبلغ الربح الإجمالي خلال العام 96 مليار دولار. وإذا أخذنا بعين الاعتبار حالة النمو التي يشهدها هذا القطاع، من المؤكد أن “أمازون” ستحقق في 2020 أكثر من 100 مليار دولار.
رؤية جيف بيزوس
عندما تم إدراج شركة “أمازون” في البورصة سنة 1997، قال جيف بيزوس جملة شهيرة حددت استراتيجيته خلال كل السنوات اللاحقة؛ “إن أهم شيء هو العمل على المدى الطويل”. تعطي الأرقام التي تحققها الشركة الآن فكرة واضحة عما كان يعنيه بتلك الكلمات.
راكمت “أمازون” الأرباح على مر السنوات الماضية، وقامت باستثمار جزء كبير منها من أجل تحسين خدماتها، وذلك من خلال الإنفاق على مشاريع البحث والتطوير وجودة الخدمات.
في نهاية القرن العشرين، توجه المستثمرون بكثافة نحو هذه الشركة الناشئة، وبعد فترة تبيّن أنهم قاموا بأفضل استثمار ممكن، إذ إن قيمة السهم في شركة “أمازون” ارتفعت من 1.73 دولار في 16 أيار/ مايو 1997، إلى أكثر من 3 آلاف دولار في نهاية تموز/ يوليو 2020.