“كورونا”.. رهان الساسة وخطورة الوباء

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
كتب : حازم عياد

وصف الرئيس الصيني الوضع في بلاده بالخطير نتيجة السرعة الكبيرة التي انتشر فيها فيروس كورونا؛ فعدد المصابين تجاوز الـ1300، وعدد الوفيات اكثر من 40 وذلك بعد ايام قليلة من الاعلان عن اكتشاف الفيروس لدرجة دفعت الحكومة الصينية الى اغلاق مقاطعة ووهان.

 لم يقتصر انتشار المرض على الصين ومقاطعاتها، اذ امتد الامر الى دول الجوار كفيتنام وتايلند وتايوان وماليزيا واستراليا ووصل اوروبا (فرنسا) والولايات المتحدة الامريكية، ورغم ذلك فإن منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة لم تعلنا حالة الطوارئ بالإعلان عن تهديد عالمي.

 ورغم التقارير التي نشرتها شبكة (CNN ) الامريكية الا ان الملف ما زال يتفاعل في الداخل الصيني دون تعليق من المسؤولين السياسيين في العالم، وعلى رأسهم المسؤولون في الولايات المتحدة، فهناك قدر كبير من التجاهل للحدث حتى ساعة كتابة هذه المقال.

 تصريح الرئيس الصيني التصريح السياسي الاول دعا فيه الى تقوية القيادة في الحزب الشيوعي، والاعلان عن اجراءات طوارئ في هونغ كونغ، امر فسره مراقبون بأنه محاولة من الصين لاستغلال الازمة لأهداف سياسية، في حين من الممكن ان يفسره آخرون بتأخر ردود الفعل من المؤسسات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية بالإعلان عن تهديد عالمي دفع الرئيس الصيني للانخراط مباشرة في الازمة، والتحذير من وضع خطير.

 أزمة فيروس كورنا كوباء عالمي وعلى نحو غير مسبوق تحمل ملامح ازمة سياسية وعلى نحو غير عادي؛ فهي ازمة مختلفة عن سابقاتها؛ اذ سرعان ما اتخذت نكهة سياسية عُبِّر عنها بتجاهل الازمة تارة من قبل القوى الدولية كأمريكا واوروبا، او بتلميح الاطراف المتنافسة في الساحة الدولية إلى إمكانية استغلال الصين للازمة للقضاء على حراك هونغ كونغ.

كورونا عرضة لاستغلال سياسي واقتصادي، ملامح خطيرة تنبئ بإمكانية ان يتحول وباء كورونا هذه المرة الى ازمة سياسية دولية تمثل امتدادا للصراع والتوتر في الساحة الدولية على خلفية الحرب التجارية والتنافس الدولي الاقتصادي.

وباء كورونا قد يحقق للولايات المتحدة الامريكية ما لم تحققه الرسوم الجمركية بإبطاء النمو الصيني، وتعطيل عجلة الانتاج. في المقابل فإنه يمثل من وجهة نظر آخرين فرصة للصين لحسم عدد من الملفات الداخلية وعلى رأسها هونغ كونغ.

رهانات خطرة إن صحت من الممكن ان تقود الى كارثة حقيقية على المستوى العالمي، فهل يتحول كورونا الى لعبة خطرة لعض الاصابع؟ أمر وارد وممكن، ويستحق ان يحذر منه.  

اكتب تعليقك على المقال :