يعد جامع قرطبة الكبير أحد أهم المعالم الإسلامية في إسبانيا، والمتبقي منذ الحكم الأموي للأندلس، وقد استُخدم في أغراض عديدة تخالف ما بُني من أجله، وتحول منذ سنوات إلى كاتدرائية كاثوليكية، وهو وضع تعاني منه جوامع في مدن إسبانية عديدة.
وضع جامع قرطبة الكبير، الموجود في منطقة الأندلس جنوبي إسبانيا، يكشف عن إزدواجية المعايير لدى أصحاب الآراء المعارضة لقرار القضاء التركي، في 12 يوليو/ تموز الجاري، إلغاء قرار مجلس الوزراء، الصادر في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 1934، بتحويل مبنى “آيا صوفيا” في مدينة إسطنبول من مسجد إلى متحف، ومن ثم إعادة فتحه للعبادة.
وبُني جامع قرطبة الكبير خلال حكم الدولة الأموية للأندلس، وأُتمت جميع أبنيته بين عامي 786 و988م.
الجامع تم تحويله إلى كنيسة كاثوليكية في البداية مع احتلال مملكة قشتالة للمدينة عام 1236م، ثم تحول إلى كاتدرائية، واستمر الحال حتى حلول القرن السادس عشر.
وقد تهدم الجامع مع مرور الوقت، وبُنيت كنيسة بداخله.
كما انهار جزء كبير من مئذنته، وبُني محلها برج الجرس الخاص بالكنيسة.
وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافية (يونسكو) هذا الأثر المهم ضمن قائمة المواقع التراثية الثقافية العالمية، في 1984.
وأصبح يُستخدم كمعلم سياحي من ناحية، ومن ناحية أخرى تُفتح أجزاء من الكنيسة للكاثوليك لممارسة طقوسهم.
ومن وقت إلى آخر، تتقدم الجاليات المسلمة في إسبانيا بطلبات لإعادة فتح جامع قرطبة الكبير للعبادة، لكن السلطات عادة ما تتجاهل طلباتهم المتكررة.
وحاليا، يُنظر إلى جامع قرطبة الكبير من جانب كل من الحكومة الإسبانية والفاتيكان على أنه كنيسة كاثوليكية مسجلة وتابعة للفاتيكان، وتم تعيين اثنين من القساوسة كمسؤولين فيها.
وبجانب جامع قرطبة الكبير، يُعد قصر الحمراء في غرناطة أحد أهم الآثار الإسلامية الباقية منذ الحكم الأموي للأندلس.
وأصبحت كاتدرائية جامع قرطبة وقصر الحمراء في مقدمة الأماكن السياحية في إسبانيا ذات الجذب الكبير للزائرين.
وأُنشئ مسجد داخل قصر الحمراء، عام 1308م، ثم تحول إلى كنيسة بدخول المنطقة تحت سيطرة المسيحيين. وهو اليوم مفتوح فقط للطقوس والعبادات الكاثوليكية.
كما أُنشئ مسجد المرابطين، أحد أقدم مساجد غرناطة، بين القرنين الثامن والعاشر الميلاديين، وعند انهيار قسم كبير منه في القرن السادس عشر أُنشئت مكانه كنيسة سان خوسيه.
وتم تحويل مئذنة المسجد إلى برج جرس الكنيسة.
ولا تزال توجد بقايا من مسجد “المهاد” في المنطقة الموجودة فيها كاتدرائية سانت ماريا، المعروفة بأنها أكبر كاتدرائية في العالم في إشبيلية، وقد افتتح المسجد عام 1182م، ثم تهدم في 1433م، بعد دخول المنطقة تحت الحكم المسيحي.
وفي مدينة طليطلة (توليدو) الإسبانية، بُني مسجد باب المردوم، عام 999م، ثم تحول إلى كنيسة في 1085م.
وتُستخدم المنطقة في الوقت الحالي كنُصب تذكاري مفتوح للزيارات السياحية.
وكذلك مسجد ترنرياس، الذي أُنشئ في القرن الحادي عشر في المدينة نفسها، ويُستخدم الآن كمركز لترويج الفنون اليدوية