كم دقيقة يحتاج الجسم لامتصاص كوب من الماء بعد شربه، وبعد كم ساعة يتم التخلص من الماء بالكامل، وما فوائد الماء للجسم؟ ستذهلك الأجوبة.
في دراسة أجراها باحثون في جامعة مونتريال (University of Montreal) ونُشرت على الإنترنت في المجلة الأوروبية لعلم وظائف الأعضاء التطبيقي، قام الباحثون بإعطاء 36 متطوعا 300 مليلتر من الماء، والتي تحتوي جزيئات الماء فيها على “الديوتيريوم” (Deuterium) “وهو نظير للهيدروجين يحتوي على بروتون ونيوترون بدلا من بروتون فقط”، لتتبع جزيئات الماء.
ويتكون الماء من اتحاد ذرة أكسجين مع ذرتي هيدروجين، أما الماء المستخدم في الدراسة فتكون من اتحاد ذرة أكسجين مع ذرتي ديوتيريوم.
ووجد الباحثون التالي:
بدأ الجسم بامتصاص الماء ووصل بلازما الدم خلال حوالي 5 دقائق.
نصف كمية الماء (300 مليلتر) جرى امتصاصها خلال حوالي 11-13 دقيقة.
تم امتصاص كمية الماء بالكامل خلال 75-120 دقيقة.
عندما يتبول الشخص بعد 10 دقائق من شرب الماء، فهو لا يتبول من الماء الذي شربه للتو. ولكن شرب الماء سيرفع مستويات السوائل في الدم بشكل كاف لتحفيز عملية التبول.
يحتاج الجسم إلى 50 يوما -نعم 50 يوما- للتخلص بالكامل من كوب الماء الذي شربه الشخص، ويتم التخلص من الماء عبر العمليات الحيوية مثل التبول والتعرق ومع البراز.
ما وظائف الماء في الجسم؟
حماية الجسم من الجفاف.
حمل المواد المغذية في الجسم.
نقل الفضلات التي تطرح من خلاله خارج الجسم.
يشكل وسطا تذوب فيه الفيتامينات والمعادن والسكريات والأحماض الأمينية (التي تكوّن البروتينات)، مما يمكّن الجسم من استخدامها في عملية الأيض وصناعة الطاقة.
يشكّل مادة زلقة تخفف الاحتكاك بين أجزاء الجسم المختلفة، وتمتص الصدمات نظرا لطبيعته السائلة.
تنظيم حرارة الجسم عبر دوره في عملية إفراز العرق بتبخره ممتصا الحرارة الفائضة في الأنسجة.
يعطي الدم حجمه ويحافظ على ضغطه من الهبوط.
وعندما يقل الماء في الجسم ينخفض حجم الدم، وهذا يحفز جزءا من الدماغ اسمه تحت المهاد (هيبوثالاماس) ليطلق سلسلة من الإشارات تجعلنا نشعر بالعطش، مما يدفعنا لشرب الماء وتعويضه. أما إذا فشل الجسم في الحصول على الماء فتظهر عليه أعراض التعب والضعف وفقدان الشهية، ثم تتطور إلى فقدان القدرة على النوم وضعف التركيز وتسارع التنفس، ثم تنتهي بالموت.
ويوصي الأطباء بشرب ما لا يقل عن لترين من الماء إلى 3 يوميا حتى يقوم الجسم بوظائفه الحيوية وتقلّ مخاطر الحصى الكلوية التي يزيد من احتمالها نقص حجم البول وارتفاع تركيزه.
ولا يخرج الماء من الجسم عبر الجلد والبول فقط، وإنما من خلال الرئتين أيضا. ويجب على الإنسان أن يحافظ على كمية كافية من السوائل في جسمه حتى تعمل وظائف الجسم بسلاسة، لذلك يُنصح بعدم الانتظار حتى نشعر بالعطش، بل يجب شرب الماء من حين لآخر.
تجنب الإسراف في شرب الماء قبل النوم مباشرة
على الرغم من أهمية شرب الماء بالنسبة للجسم وفوائده، فإن بعض الأطباء وخبراء الصحة يحذرون من خطورة شرب المياه قبل النوم مباشرة، وذلك وفقا لتقرير في دويتشه فيله.
وأوضحت الطبيبة فانيتا سيما شيانغ المختصة في أمراض المسالك البولية الأسباب التي تجعل من شرب المياه قبل الخلود إلى النوم مضرة بالصحة. وشرحت أن شرب كميات كبيرة من الماء قبل وقت قصير من الذهاب إلى الفراش يدفع الإنسان إلى النهوض خلال الليل من أجل دخول الحمام للتبول، الأمر الذي يؤثر سلبا على ساعات النوم وجودتها.
وأشارت الطبيبة إلى أن الأمر لا يتوقف على الإزعاج الذي يترتب عليه الاستيقاظ فحسب، وإنما من تبعاته الخطيرة على الصحة.
إذ لا يعتمد الأمر على إجمالي عدد الساعات التي تقضيها في السرير، وإنما مقدار النوم العميق الذي تحصل عليه. وبمعنى آخر، حتى لو كنت تحصل على 8 ساعات كاملة من النوم، فإن الاستيقاظ في منتصف الليل يمكن أن يعطل دورة نومك، مما يؤدي إلى ضعف التركيز ومحدودية الطاقة في اليوم التالي.
كما يمكن أن تؤدي قلة النوم العميق إلى ضعف الجهاز المناعي، وفقا للدكتورة هيذر موداي المتخصصة في الطب الوظيفي، “إذ بينما يستريح الجسم، تركز خلايا الجهاز المناعي كل الجهود والطاقة لمقاومة الفيروسات والبكتيريا”، وتؤكد موداي أهمية الحفاظ على نظام المناعة في حالة جيدة أكثر خصوصا في ظل الجائحة.