قال تعالى : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدًا، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فصلوات الله وسلامه على هذا النبي الكربم وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
مرحبًا بشهر الصيام، مرحبًا بشهر القرآن، مرحبًا بشهر القيام، مرحبًا بشهر القدر وليلة القدر، مرحبًا بشهر الجنة المفتحة الأبواب، مرحبًا بشهر الزكاة والصدقة والجود والبذل والإحسان والمواساة، مرحبًا بشهر الصبر، مرحبًا بشهر الجهاد، مرحبًا بشهر العتق من النيران، مرحبًا بشهر الانتصار على الشيطان، مرحبًا بشهر الرحمة والغفران.
مرحبًا بشهر العلماء والحفاظ والعباد والزهاد والمتبتلين والخاشعين والقانتين والحافظين لحدود الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وجميع الصالحين والصالحات.
يا رمضان!! يا شهر جميع هذه المحامد والفضائل والمكرمات والخيرات والبركات والنعم والرحمات، وكل هذا عندك!! وما لا نطيق من الأوصاف والكلمات.
مرحبًا بشهر التجديد والتغيير، مرحبًا بشهر الأمة الواحدة، مرحبًا بشهر الفتح والنصر والتمكين، مرحبًا بمصنع الرجال والقادة والأبطال، مرحبًا بشهر الإرادة والعزيمة.
مرحبًا بشهر الفقراء والبؤساء والمحرومين والمعذبين والمظلومين والمشردين والجائعين والمحاصرين والأسرى والمسجونين والشهداء والمرابطين، وكلهم متعلق بك، متمسك بحبالك، يجأرون إلى من كتبك وفرضك وشرعك أن يجيب دعواتهم، ويكشف كرباتهم، ويهلك ظالميهم وكل معتد أثيم حرمهم حرياتهم، وانتهك حرماتهم، واستباح دماءهم، وأهدر حقوقهم بالعيش الكريم، وسلب مقدساتهم، وأخرجهم من أرضهم وديارهم، وسالم أعداءهم، وحرمهم من نعمة الأمن والإيمان والشريعة والإسلام.
أيها الناس!! ها قد أقبل عليكم رمضان فاقبلوا عليه، واحفظوه بقول ربكم جل شانه: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } البقرة: 185
فلا تقطعوه بالأيام وإنما بالدقائق والثواني والأنفاس، فاقضوها بالخشوع والتبتل والطاعات، اجعلوا بيوتكم رياض الجنات، وأعدوا لهذا الموسم عدة مودع بالموت، فاشحنوه بالأذكار والصلوات والقيام والتهجد والصدقات، ولا يخرج من بين أيديكم إلا بعمل صالح مبرور، وقد حققتم وظائف الصيام من التقوى والشكر والرشد .
وإن مجلس علماء الشريعة إذ يهنيء الأمة الإسلامية عامة والشعب الأردني خاصة بحلول شهر رمضان المبارك ليسأل الله تعالى أن يرفع هذا الوباء عن بلادنا وعن العالم أجمع وأن يحقق للمسلمين دعواتهم بتحرير المقدسات، والنهضة والتمكين لوطننا الأردن وبلاد المسلمين كافة والحمد لله رب العالمين .
مجلس علماء الشريعة في جماعة الإخوان المسلمين
عمان – الأردن