أصدر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات كتاباً جديداً بعنوان “الإخوان المسلمون الفلسطينيون: التنظيم الفلسطيني – قطاع غزة 1967-1949″، ويقع في 398 صفحة من القطع المتوسط، وهو من تأليف الأستاذ الدكتور محسن محمد صالح. يشتمل الكتاب على خمسة فصول وملاحق للوثائق والصور، ويقدم صورة كاملة عن “التنظيم الفلسطيني” في الفترة 1967-1949 بالإضافة إلى الكثير من المعلومات التي تنشر لأول مرة.
وهو دراسة علمية خضعت لشروط البحث العلمي ومناهجه، وجرى تحكيم فصوله الأساسية وإجازتها علمياً. وقد سعى المؤلف إلى جمع المعلومات من مصادرها الأصلية قدر الإمكان؛ واستفاد بشكل كبير من التاريخ الشفوي، حيث قام بعمل عشرات المقابلات مع مجموعة من الشخصيات والرموز الإسلامية الفلسطينية التي لعبت دوراً قيادياً في فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، والتقى هذه الشخصيات في بلدان إقامتها في الأردن والكويت والسعودية والإمارات ولبنان. كما تواصل بالمراسلة مع عدد من الشخصيات والقيادات في الداخل الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة. كما اعتمد على عشرات المراجع المصادر العربية والأجنبية.
يركز الكتاب على دراسة تجربة الإخوان المسلمين الفلسطينيين في قطاع غزة في الفترة 1967-1949؛ وعلى نشأة تنظيمهم الذي عُرف بـ”التنظيم الفلسطيني”، واتساعه ليشمل الفلسطينيين في البلاد العربية عدا الأردن. ويحوي فصلاً تمهيدياً هو الفصل الأول الذي يتحدث عن الإخوان الفلسطينيين والبيئة العربية التي سادت في الفترة التي شملها البحث، ويرسم صورة عامة للوضع الفلسطيني ولجماعة الإخوان المسلمين ودورها في حرب 1948. أما الفصل الثاني فيعالج تنظيم الإخوان المسلمين الفلسطينيين في قطاع غزة في الفترة 1956-1949، ثم يغطي الفصل الثالث هذا التنظيم في الفترة 1967-1957 وإعادة هيكلته ليشمل الإخوان الفلسطينيين في البلاد العربية عدا الأردن؛ ويشرح، بالإضافة إلى تأسيسه في القطاع، العمل في ثلاثة بلدان هي مصر، والكويت، وسورية. ويسلط الفصل الرابع الضوء على العمل العسكري للإخوان المسلمين في الفترة 1956-1949، ويبرز دوره الريادي في المقاومة الفلسطينية، أما الفصل الخامس والأخير فيعالج موضوع علاقة الإخوان الفلسطينيين بنشأة حركة فتح.
كما يعرض الكتاب الكثير من الصور التي تتمتع بقيمةٍ تاريخية خاصة وتعكس أبرز شخصيات تلك المرحلة وأحداثها. حيث يتضمن الكتاب ملحقاً للصور في نهاية كل فصلٍ من فصوله.
ويأتي هذا الكتاب ليسد الفراغ ويُجلِّي الكثير من الغموض والتَّشوه حول دور الإسلاميين الفلسطينيين في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، والذي نتج عن عدم تسجيل تجربتهم بينما كتب آخرون مذكراتهم عن تلك الفترة عاكسين خلفياتهم الأيديولوجية، أو تجاربهم من خلال البيئات والأوساط السياسية والاجتماعية التي عاشوها، بعيداً عن الإسلاميين أو في أحيان عديدة في ضوء مستويات مختلفة من الاحتكاك، حيث نحا عددٌ منها منحى سلبياً. كما أن العديد من الدراسات العلمية المهمة لتلك الفترة عكست الأدبيات والروايات المتداولة التي غيَّبت الإسلاميين بشكل كبير أو لم تتمكن من الوصول إليهم.