عبر القصف الكثيف والقنص المركز والمحاصرة بالدبابات تمادى جيش الاحتلال الإسرائيلي في تحدي أبسط أعراف القانون الدولي الإنساني باستهدافه المتواصل للمستشفيات ومحيطها في قطاع غزة الذي يتعرض لليوم الـ36 لعدوان دموي خلّف آلاف الشهداء والجرحى.
وكانت الأيام الماضية الأكثر دموية، فقد شن جيش الاحتلال حملة وحشية على المؤسسات الطبية أوقعت عددا كبيرا من الشهداء والجرحى بين الطواقم الطبية والمدنيين المرابطين في المشافي بحثا عن بقعة أمان تحميهم من كثافة القصف اليومي الذي يضرب شمال القطاع.
وضرب الاحتلال عرض الحائط كل التحذيرات من حدوث كارثة إنسانية تضع القطاع الصحي المتداعي أصلا على حافة الانهيار، في ظل نقص الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء والعدد الهائل من الجرحى ضحايا الحرب المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويشهد مجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة -وهو الأكبر في القطاع- أكثر المآسي قتامة، إذ تواصل قوات الاحتلال تصعيد هجماتها وقصفها المكثف على محيطه وبوابته وقرب ساحته.